search

Custom Search

أخر المواضيع


يحتوي الطعام الذي نأكله على, الكربوهيدرات و البروتين و الدهون.
o تمر هذه الأطعمة بسلسلة من التّفاعلات الكيميائيّة لهضمها و لإنتاج الطاقة اللازمة للنمو والحياة الطبيعية.
o هذه التفاعلات الكيميائية لهضم الطعام تُسمى عمليّة التّمثيل الغذائي وتسمى أيضا العملية الإستقلابية
o كلّ تفاعل كيميائيّ يتحكَم فيه نوع خاص من المواد الكيميائية تسمى خميرة أو أنزيم.
o أمراض التمثيل الغذائي(أو الأمراض الإستقلابية) تحدث عند و جود نقص أو فقدان كامل لأحد هذه الخمائر.
o في العادة تؤدي إلى تراكم احد المواد الكيميائية مصحوب بنقص مادة كيميائية أخرى.
o أعراض المرض تظهر نتيجة لهذا الاختلال فالمادة المتراكمة تتكون كأنها مادة سامة نتيجة لتراكمها و المادة الناقصة تجعل الجسم غير قادر على أداء الوظيفة التي تتطلب هذه المادة.
o عدم علاج هذه الأمراض قد تؤدي إلى أعراض مختلفة تتراوح بين شعور بالتعب بشكل غامض إلى تدهور كبير في الصحة قد تستدعي دخول المستشفى أو العناية المركزة.
o مع مرور الوقت و من دون تقديم الرعاية الطبية اللازمة قد يحدث تلف في المخ أو إلى الوفاة لا قدر الله.

نسبة انتشارها :
لا شك إن أمراض التمثيل الغذائي كثيرة و متنوعة و هي متفرقة نادرة الحدوث و لكنها مجتمعة تمثل عبئا صحيا لا يستهان به. يقدر أن طفلا يولد مصابا بأحد أمراض التمثيل الغذائي لكل 50000 حالة ولادة لطفل حي.هذا تقريبا مساوي لنسبة انتشار مرض السكر للأطفال. كما يتوقع أن 20% من المواليد الذين يظهر عليهم علامات تسمم في الدم مع عدم و جود أسباب جرثومية لديهم مرض من أمراض التمثيل الغذائي.

الأسباب:
إن أمراض التمثيل الغذائي أمراض وراثية و في العادة تنتقل بما يسمى بالوراثة المتنحية من الأبوين إلى أطفالهم.فهي تصيب الذّكور و الإناث على السواء.كما أن الأبوين يكونان تلقائيا حاملين (ناقلين) للمرض. نتيجة لحملهما لطفرة في احد الجينات (المورثات) .و لذلك لا ينتقل المرض من إحدى الأبوين فقط بل يجب أن ينتقل من كلاهما في أن واحد.كما أن هناك نسبة احتمال تكرار المرض هي 25% في كل مرة تحمل فيها الزوجة.، كما إن احتمال عدم تكرار الإصابة هي 75%. كما يجب التنبه إلى أن بعض الأطفال السليمين سوف يكونوا حاملين للمرض كأبويهم و عليهم أن يحترزوا عند الزواج لكي لا تتكرر نفس المشكلة في ذريتهم. إن الكثير من الآباء و الأمهات لا تعرف أنها حاملة للمرض إلا بعد أن يصاب احد أطفالها بأحد هذه الأمراض.و قد يكون ذلك في أول الأمر صدمة و قد لا يصدقون بهذا الأمر.

انواع امراض التمثيل الغذائي :
تصنف و تقسم أمراض التمثيل الغذائي حسب نوع الغذاء الذي لا يمكن هضمه أو باسم المواد السامة التي تتجمع بالحسم أو في بعض الأحيان باسم الخميرة التي تكون ناقصة.
هناك تصنيفات كثيرة و تقسيمات عديدة لأمراض التمثيل الغذائي.و لكن ابسطها تلك التي تقسمها إلى ثلاث أقسام: :
1. النوع الأول يدخل تحته الأمراض التي يكون فيها تسمم الخلايا(التسمم الخلوي)
و يقسم التسمم الخلوي إلى قسمين رئيسيين:
o قسم ناتج عن مشاكل في جزيئات صغيرة و يندرج تحته أمراض الأحماض الأمينية و العضوية (Organic Acidemia)
o النوع الثاني ناتج عن مشاكل في الجزيئات الكبيرة و التي أحيانا تسمى بأمراض التخزين(Storage Disorders).
2. النوع الثاني يحدث نتيجة لنقص في إنتاج الطاقة
و يندرج تحت أمراض إنتاج الطاقة نوعان من الأمراض:
o الأمراض المتعلقة بالميتوكندريا( Mitochondrial Disorders)
o أمراض أكسدة الدهون(Fatty Acid Oxidation disorders).
3. النوع الثالث عادة خليط من عدة أنواع.
يندرج تحت الإمراض التي تعتبر خليط من نقص الطاقة و تسمم للخلايا أمراض البيروكسيسومال(Peroxisomal Disorders) والتي من اشهرها مرض زل ويغر(Zellweger syndrome)
مفاهيم أساسية :
بالرّغم من اختلاف الواضح بين أمراض التمثيل الغذائي المختلفة إلى إن هناك قاعدة ثابتة عندما نتحدث عن تركيبة المرض الكيميائية.إن في الجسم شبكة مترابطة من المواد الكيميائية. كل مادة يمكن تحويلة إلى مادة أخرى عن طريق احد الخمائر الخاصة بها.و عند حدوث نقص في الخميرة أو فقدانها فان المادة الأولى(مادة أ)و التي تليها (المادة ب) تتراكم في الجسم بشكل كبير بينما المادة التي من المفترض أن تتحول إليها تكون شحيحة(مادة ج).و بما أن التفاعلات الكيميائية مترابطة مع بعضها البعض فان المادة الأول(مادة أ)او الثانية (مادة ب) قد تبحث لها عن طريق أخر لتصريف الفائض منها، وعادة يكون ذلك عن طريق تكوين مادة أخرى(مادة د).
ج <-------- ب <------- أ

ج <---- //-- ب <------ أ
هـ <----- د إن أي عامل يزيد من إنتاج المادة الأولى قد يسبب تدهور للحالة الصحية للمريض و بما أن هذه المادة في العادة موجود بشكل طبيعي في أنسجة الجسم فان مستواها في الدم قد يرتفع عندما يبدأ الجسم بتكسيرها من الأنسجة و يذيبها في الدم و هذا عادة ما يحدث عن الإصابة بنزلة برد كالزكام أو عند ارتفاع درجة حرارة الجسم أو الصيام. إن نقص الخميرة في أي تفاعل ما يؤدي الى تراكم مادة و شح في مادة أخرى. و الأعراض التي تظهر على الطفل هو نتيجة لهذا الخلل.و نظرا إلى لاختلاف و تفاوت قدرات الناس و المرضى في قدرات التفاعلات الكيميائية و الإنزيمية فان الأعراض التي تظهر عليهم قد تكون أيضا مختلفة و متفاوتة الأعراض : إن الأعراض التي تصاحب المصاب بمرض من أمراض التمثيل الغذائي متفاوتة بشك كبير يصعب ذكرها في هذه العجالة . ولكن قد يكون أهم عارض هو تقلب حالة المريض من حالة سليمة إلى أخرى سيئة و التأرجح في ما بينها، أو فقدان احد القدرات أو المهارات التي كان يتقنها الطفل. فمثلا فقدانه للجلوس أو مسك الأشياء أو فقدان البصر وتدهور في القدرات العقلية. قد يكون هذا التأرجح أو الفقدان للمهارات هو المفتاح المهم لتشخيص الحالة والتي تساعد الطبيب إلى إجراء الفحوصات اللازمة لتأكد من التشخيص.و إليك بعض الأعراض الأخرى:
o الخمول و الغيبوبة.
o ارتخاء في العضلات.
o نوبات من التشنج و الصرع خاصة تلك التي يصعب علاجها بأدوية الصرع.
o انقطاع النّفس أو صعوبة في التنفس أو تنفس سريع و عميق.
o حدوث تسمم في الدم خاصة التي تكون ناتجة عن جرثومة الاي كولي.
o ظهور رائحة غريبة من الجسم.
o حدوث يرقان (اصفرار في لون الجلد).
o تغير في ملامح الوجه.
o تضخم في الكبد أو الطحال أو كليهما.
o و جود شخص أخر مصاب بنفس المرض أو حدوث علاقة نسب بين الأبوين.

التشخيص:
يتم تشخيص الاشتباه بهذه الأمراض في مختبرات متخصصة و ذلك عن طريق تحلل لعينة من البول و الدم..كما يمكن التشخيص عن طريق عينة من الجلد أو العضلات أو الكبد أو خلايا المشيمة ا و السائل الامينوسي لجنين خلال الحمل. مع تطور الطب امكن حاليا الكشف عن العديد من هذه الأمراض عن طريق برنامج فحص حديثي الولادة لأمراض التمثيل الغذائي عن طريق جهاز قياس الطيف الكتلة المتوالي (Tandem MS) وبواسطة ورق الفلتر .كما يمكن التشخيص عن طريق فحص الجينات لبعض هذه الأمراض و لكن ذلك متوفر فقط في عدد قليل من المراكز الطبية العالمية وفي العادة لا تقوم إلا بالفحص عن الطفرات الأكثر انتشار كما هو الحال في مرض ( إم كاد) و مرض ( إل تشاد).


العلاج :

إن الكشف المبكر و تطور طرق علاج هذه الأمراض أمكن الكثير من المصابين بهذه الأمراض إلى العيش حياة طبيعية أو قريبة من الطبيعي. وما دام الأهل حريصين على إتباع الإرشادات الطبية خاصة التي تتعلق بالغذاء الخاصة فان مستقبل هؤلاء الأطفال يبشر بالخير. إن معظم الذين عولجوا بشكل صحيح من الأطفال أو البالغين أمكنهم بإذن الله أن يتمتعوا بصحة جسمية و عقلية سليمة.مع العلم أن بعض المصابين قد يحتاجون إلى تغذية خاصة و قد تستوجب وضع أنبوب تغذية عن طريق المعدة بشكل دائم. كما أن هناك بعض قليل من أمراض التمثيل الغذائي لم تستجب إلى العلاج حتى ولو قدم لها العلاج المبكر. إن التغذية الخاصة للمصابين بأي مرض من أمراض التمثيل الغذائي تعتمد على الحد من تناول الأطعمة التي لا يستطيع الجسم هضمها بشكل طبيعي.و لكي تنجح الأسرة في تطبيق هذه الحمية فان ذلك في العادة يشمل الدقة في اختيار الأطعمة التي يتناولها الشخص و تحديد الكميات التي يمكن أن يتناولها عن طريق و زنها و تحديد محتوياتها الغذائية بشكل دقيق.و قد يتطلب الأمر في كثير من الأحيان تناول مواد غذائية معدة الصنع (كأنواع مختلفة من الطحين و المعجنات و الخبز و الحليب و الزيوت و بدائل البيض)و قد تكون باهظة الثمن و مرهقة في تحضيرها خاصة و أن العملية تتكرر بشكل يومي و لعدة سنوات إن لم تكن طول العمر. إن عملية تناول هذه الأطعمة أو إعطاء أدوية خاصة قد تساعد على خفض نسبة المواد السامة في الجسم و رفع مستوى المواد الناقصة لكي ينموا الجسم بشكل صحي و من دون حدوث نكسات قد تؤدي إلى إعاقة عقلية أو ضعف في البنية. كما يمكن علاج بعض هذه الأمراض عن طريق أعطاء أدوية محفزة لخمائر و هي في العادة مجموعة من الفيتامينات.كما أن هناك بعض أدوية تساعد في تخفيض نسبة المواد السمية في الجسم عن طريق طردها عبر الكلى كدواء الكارنتين . وعند تراكم السموم بشكل كبير فانه قد يلجأ الطبيب إلى استعمال الغسيل البروتوني أو غسيل الدم و ذلك كأجراء مؤقت خاصة لحديثي الولادة. في السنوات العشر الماضية تمكنت بعض الشركات الدوائية من إنتاج أنواع من الخمائر والتي تكون ناقصة في بعض أمراض التمثيل الغذائي و لقد استخدم لعدة أمراض و مازال هناك بعض العقبات في استعمال هذه الخمائر خاصة التكلفة الباهظة و اعتمادها على الوريد في أخذها و عدم وصولها إلى خلايا المخ و التي قد تتأثر بنقص الخميرة..كما أن بعض المراكز الطبية قامة بإجراء زراعة للكبد أو نخاع العظم كعلاج لهذه الأمراض و هناك الكثير من النجاح و لكن مزال المشوار طويل . إن كل مرض من أمراض التمثيل الغذائي تحتاج لرعاية خاصة و دقيقة و مختلفة، كما إنها تحتاج مراقبة و متابعة صحية من قبل الطبيب المختصين.إن احد مشاكل هذه الأمراض أنها تحتاج إلى أطباء متخصصون و أخصائيو تغذية متمكنين و هذا قد لا يتوفر في كثير من المراكز الطبية نتيجة لقلة عدد المختصين بهذه الأمراض على المستوى العالمي. الاسترشاد الوراثي: بما أن أمراض التمثيل الغذائي أمراض وراثية فانه من الضروري إن تتلقى الأسرة جلسة مع أخصائي الأمراض الوراثية أو المرشد الوراثي إن وجد لإعطاء المزيد من التفاصيل عن المرض و التكهنات المستقبلة للمرض و شرح النواحي الوراثية و طرق انتقال المرض ونسبة احتمال تكرار الإصابة. و طرق الوقاية و الفحص خلال الحمل.

المصدر:
موقع أطفال الخليج


عدد زوار الموضوع

هم يبكى و هم يضحك.. لم أجد سوى هذا التعبير الدارج تعقيبا على هذه الدراسة التى قامت بها د.سمية طه بجامعة الإسكندرية لتطالب فى نهايتها بحق المعاق عقليا فى الزواج و الأبوة و بناء أسرة سعيدة، و بحقه أيضا فى الحصول على عمل مناسب يمنحه دخلا شهريا كافيا للإنفاق على أسرته، إنها أول دراسة مصرية من نوعها.. بل أول دراسة عربية تطرق هذا الموضوع الشائك و بشدة و حماسة منقطعة النظير إلى الحد مطالبتها لوزارات الشئون الاجتماعية و الصحة و الخبراء و أساتذة الجامعات للمساعدة فى تهيئة الظروف النفسية و المادية للمعاق عقليا كى يأخذ حقه و مكانته فى المجتمع.

أنا لا أنكر أنها دعوة إنسانية عظيمة، ولكن إذا كان فى الأسرة الواحدة شخص طبيعى و آخر متخلف عقليا فمن الأولى بالرعاية و المساعدة فى بناء أسرة ؟ و إذا كان تعداد العاطلين يمثل أكثر من 1.% من تعداد السكان فى مصر ــ على أحسن تقدير ــ ومن خيرة شبابها من خريجى كليات الهندسة و العلوم و الزراعة والكليات النظرية بأنواعها فمن هنا تكون المسألة مثيرة للألم و السخرية معا، و أنا لن أسخر من جهد الدكتورة سمية طه أو من موضوع الدراسة الذى طرحته، و لكنها المفارقة فقط، و ربما لو خرجت هذه الدراسة إلى الوجود فى وقت آخر لنالت حقها فى المناقشة الاجتماعية و العلمية و الدينية أيضا، ولا عزاء للعزيزة الدكتورة سمية طه المدرس لمادة الصحة النفسية بكلية رياض الأطفال.

الدكتورة سمية دخلت برجليها عش الدبابير، التقطت صورة سريعة و خرجت قبل أن تجيب عن أسئلة عديدة، و هذه للأسف حال كثير من الدراسات التى نراها الآن، لقد فجرت قضية و تبنت وجهة نظر ولم تقدم لنا حالة واحدة واقعية لزوج أو زوجة رضيت أن يكون نصفها الآخر متخلفا عقليا، أو حالة واحدة لأسرة سعيدة شقاها متخلفين عقليا --- لكى نصدق أن المسألة ممكنة، هل بالفعل لا يوجد مثال عملى واحد يمكن تقييمه ؟ إن لم يكن هناك حالات زواج فعلى للمعاقين عقليا فكان يجب أن تقدم لنا صاحبة الدراسة نموذجا تتبناه بنفسها أولا وتقدم له الدعم النفسى و الاجتماعى المطلوب كحالة رائدة، وهذا ليس غريبا بل واجبا باعتبارها صاحبة قضية.

و أنا من جانبى أعرض عليكم حالة رأيتها بعينى، كانت مصادفة أن أدخل هذه الفيلا الفاخرة على ساحل إحدى المدن الهادئة الكائنة على ساحل البحر المتوسط، صاحب الفيلا أحد رجال الفكر والأدب اللامعين، فى انتظار مقابلته رأيت شابا وسيما ينزل من الطابق العلوى فى جلباب ابيض حريرى ناصع البياض، ويمر بالقرب من دون تحية متجها الى إحدى غرف الطابق الأول الذى كنا نجلس فيه، كان الأمر يبدو طبيعيا فهو رجل شرقى محترم لا يريد التطفل على بعض السيدات فى بيته، بعد دقائق جاءت سيدة جميلة شابة تحمل أكواب العصير، أول ما لفت نظرى إليها أن وجهها خال من الابتسام تماما.. بل تبدو رغم صغر سنها وملامحها الجميلة و شياكتها التى لا تخطئها عين أنها تحمل هم و نكد الدنيا، و لولا أنها كانت ترتدى الوانا فاتحة لظننت أنه قد مات لها ميت الآن ؟!!
ربما الحاسة الصحفية هى التى دعتنى لأقول لسكرتيرة الأديب الكبير و نحن على الشاطىء بعد انتهاء المقابلة: فيه حاجة غريبة ومريبة فى البيت ده ؟!!
o هل هذه الفتاة خرساء ؟ قالت: لا،
o سألت: من هذا الشاب ذو الجلباب الأبيض ؟
و بدأت تسرد لى القصة، فهذا الشاب هو ابن الكاتب الكبير وهو متخلف عقليا، ولأن الكاتب رجل مثقف و زوجته كذلك فقد فكرا فى أن يعيش ابنهما المعاق ذهنيا مثل أقرانه.. حياة طبيعية.. يتزوج و ينجب و يصبح رب أسرة، ولكن من ترضى أن تتزوج برجل كهذا ؟ بحثا ولم يجدا أفضل من تلك الفتاة التى تنتمى إلى الفرع الفقير فى العائلة.. كانت باختصار بيعة و شروة طرفاها والدا العروسين، و رضيت المسكينة.. ربما لتغادر رائحة الفقر إلى رياش و عطور القصور، وهذه هى النتيجة التى رأيتها بعينى لفتاة تعيش حالة من الانتحار اليومى.. لقد تحولت إلى جماد.. تمثال جميل من الشمع.. فقدت التواصل الإنسانى مع الآخرين، و الله وحده يعلم كم من الألم تعيشه و كم من الأمراض النفسية يرعى داخلها كما ينخر السوس فى الأشجار السامقة ؟!

بداية القضية
نعود لكلام الدكتورة سمية طه تقول: فى بداية القرن العشرين حيث تزايدت مشاعر الخوف و الرفض داخل المجتمع الأمريكى ضد المتخلفين عقليا، وتلازم مع هذا الرفض القلق من أن الأفراد المعاقين عقليا سوف يؤثرون فى إتلاف الجينات البشرية إذا سمح لهم بممارسة العلاقات الجنسية، و صاحب هذا الاتجاه انتشار واسع للقوانين و الشرائع التى تمنع الزواج بين الأفراد المعاقين عقليا، و من ثم ظهرت فكرة تعقيم هؤلاء الأفراد فى بداية القرن العشرين، و قامت عدة ولايات أمريكية بفرض قوانين التعقيم الإجبارى عليهم، و كانت ولاية انديانا أول ولاية تستجيب لهذه الدعوة فى 1907، و تبعتها العديد من الولايات الأخرى، و قد سعت هذه الولايات لتعقيم المعاقين عقليا لعدة أسباب أهمها الخوف من انجاب أطفال يحملون نفس خصائص آبائهم، و الخوف من إهمالهم لأبنائهم بسبب قصورهم العقلى، وضعف دافع الأبوة أو الأمومة لديهم، بالإضافة إلى اتخاذ عملية التعقيم لإضعاف الرغبة الجنسية لديهم.
و استمر العمل بقوانين التعقيم هذه حتى النصف الثانى من القرن العشرين عندما حاربت جماعات حقوق الإنسان هذه القوانين و اعتبرتها اعتداءً على حق من حقوق الإنسان فعملت معظم الدول الغربية على إلغائها، و أصبح من حق المعاقين عقليا الزواج و الإنجاب و تربية الأطفال ما داموا قادرين على ذلك ؟!!
و على الرغم من الاعتراضات التى وجهت لمنع زواج الأفراد المعاقين عقليا فقد ظهرت دعوات أخرى تطالب بحقهم فى التعليم و التوظيف و الزواج و الأبوة، ودعم ذلك كله الإعلان الامريكى لحقوق المعاقين و الذى أدى إلى التوجه نحو أعادة تأهيل المعاقين لمواجهة الحياة بجميع جوانبها بما فى ذلك الحياة الأسرية.

و من الناحية الجنسية تقول الباحثة عن دراسات أجنبية سابقة أن التطور الجنسى بين هؤلاء الأفراد يتنوع بشكل كبير فالبعض تظهر لديه تطورات طبيعية، و البعض الآخر تتأخر لديهم هذه التطورات حسب درجة الإعاقة العقلية، و بالنسبة للخصائص الجنسية للمعاقين عقليا من فئة التخلف العقلى البسيط فإنهم يمثلون أقرانهم من غير المعاقين من حيث السلوك الجنسى و النفسى و الاجتماعى، وهم قادرون على التعبير و السيطرة على الاندفاعات الجنسية مثل اقرانهم العاديين، اما المعاقين عقليا من فئة التخلف الشديد فلا يوجد لديهم إلا تحكما ضعيفا فى اندفاعاتهم الجنسية، و هناك بعض الدراسات التى أجريت فى النصف الثانى من القرن العشرين تؤكد ــ كما تقول صاحبة الدراسة ــ أنه من الممكن لنسبة كبيرة من فئة التخلف العقلى البسيط النجاح فى الزواج، و عام 1975 تابع أحد الدارسين حالة 32 زوجا من المعاقين عقليا و قال إن معظم هذه الزيجات كانت ناجحة و أن الزواج يرقى مشاعر و عواطف المعاقين عقليا و توصلت دراسة مشابهة عام 198. إلى ارتفاع مستوى الرضا و السعادة الشخصية بين الأزواج المعاقين عقليا و كلا الزوجين يقدم للآخر الدعم العاطفى و العملى و لكن لابد أيضا من التأكيد على أهمية التدريب و النصيحة و دعم الوالدين و المتخصصين لهذا الزواج..


أى أننا باختصار لكى نعقد قران اثنين فقط من المعاقين عقليا فلابد ان تقف وراءهما مؤسسة كاملة تقدم الدعم المادى و الاجتماعى و النفسى و سنوات من التدريب لخلق وظيفة عملية يتكسبان منها و تأهيل خاص لتكوين أسرة و متابعة مستمرة لتيسير العقبات التى تواجه الزو جين فى بدايات الزواج ثم مواجهة وجود طفل جديد.. وهكذا، ثم كيف نأمن على طفل برىء صفحته بيضاء أن يتولى تربيته اثنان من المعاقين عقليا ؟ و إذا كان العقلاء يفشلون كثيرا فى تربية طفل متوازن قوى يستطيع أن يشق طريقه فى الحياة فمن إذن له حق تربية هذا الطفل ؟ لابد أننا سوف نعود ألى تلك المؤسسة التى تبنت الأبوين منذ البداية !!
طبعا هذا متاح فى الولايات المتحدة الأمريكية و المجتمعات الغربية التى استندت الباحثة إليها فى مراجعها البحثية لأنهم " ناس رايقة " حققوا من التنمية ما يجعلهم يعانون من مشاكل الرفاهية، فليس غريبا عليهم خلق هذا التعاطف مع المعاقين عقليا و حشد إمكانياتهم لخدمتهم فقد فعلوا ذلك من قبل مع القطط و الكلاب، أما عندنا فسيصبح ولادة طفل من أبوين معاقين عقليا بمثابة جريمة كاملة.
و مرة أخرى أنا لا أسخر من هذه الدراسة أو صاحبتها و لكننى مشفقة عليها أن تبنت قضية من الصعب جدا أن تتحول إلى واقع فى مجتمع ارتفعت فيه نسبة العنوسة لدرجة لم يسبق لها نظير و ارتفع فيه سن الزواج للرجل ليتعدى الأربعينات، هذا لمن تسمح ظروفهم بالزواج من العقلاء.
.

"اتجاهات الوالدين نحو زواج ابنائهم المعاقين عقليا "
و هكذا و بكل الإيمان بحق المعاق عقليا فى إقامة علاقات جنسية شرعية عن طريق الزواج ---قامت الدكتورة سمية طه بعمل دراستها التى تحمل عنوان: "اتجاهات الوالدين نحو زواج ابنائهم المعاقين عقليا " حيث لاحظت من خلال عملها فى هذا المجال أن كثيرا من الآباء والأمهات يقاومون معرفة حقيقة المشاعر الجنسية لأبنائهم المعاقين عقليا و ينكرون ميولهم الجنسية، و يتجاهلون الاعتراف بحق هؤلاء فى الزواج و تكوين اسرة، وتمت الدراسة على عينة ممن تخرجوا فى مدارس التربية الفكرية بشبين الكوم و بركة السبع و قويسنا و دمنهور و مدرسة الرمل الميرى بالإسكندرية و مدرسة أحمد شوقى، و تراوحت أعمار الأبناء بين 2. و 25 عاما، وتضمن البحث التعرف على اتجاهات الوالدين نحو قدرة أبنائهم المعاقين عقليا على الزواج، واتجاهاتهم نحو فكرة تعقيم أبنائهم، و رؤيتهم لمسألة التربية الجنسية لأبنائهم المعاقين عقليا ثم تصورهم لقدرة هؤلاء الأبناء على تربية أبنائهم.
الغريب أن الأمهات كانت لديهن الرغبة فى زواج أبنائهن المعاقين عقليا أكثر من الآباء، و فسرت الباحثة ذلك بعاطفة الأم تجاه أبنائها بينما شعور الآباء يغلب عليه الطابع الواقعى المادى،و تبعا لذلك كانت الأمهات أيضا الأكثر توقعا لقدرة أبنائهن المعاقين على تربية أبنائهن بينما كان الآباء أكثر تحفظا، والغريب أيضا الذى أظهرته الدراسة أن الوالدين فى الريف أكثر تقبلا لفكرة زواج أبنائهم المعاقين عقليا عن الوالدين فى الحضر.
وبالرغم من ان 47% قالوا: " ما أظنش ان ابنى المعاق عقليا يقدر يفهم واجباته الزوجية "، و 65% قالوا: إن عملية التعقيم ضرورة لعدم إنجاب أطفال غير أسوياء "، و8.% قالوا: " من حق الدولة أن تصدر قانونا يسمح بإجراء التعقيم الإجبارى للإبن أو البنت المعاقين عقليا " إلا أن صاحبة الدراسة أوصت فى النهاية بحق المعاق عقليا خاصة من فئة التخلف العقلى البسيط فى الأنشطة الجنسية و الزواج و الأبوة، وضرورة وضع برامج إرشادية للآباء لمساعدتهم على مواجهة احتياجات هذه المرحلة و أن تتضافر جهود جميع الهيئات التى يقع عليها عبء النهوض بالمعاق عقليا بقصد معاونتهم على شق طريقهم فى الحياة بتوفير عمل مناسب و توفير الرعاية الصحية و النفسية لهم.
ولا شك أن الدكتورة سمية طه قد ألقت بحجر فى المياه الراكدة و حققت السبق فى عمل دراسة هى الأولى من نوعها فى المنطقة العربية ولكن يبقى أن تطرح القضية للمناقشة على مستوى أوسع من قاعات البحث.

المصدر - الشبكة العربية للمعاقين العرب

زينب عبد المنعم من القاهرة:


مصدر المقال :
موقع أطفال الخليج

عدد زوار الموضوع

الاختناق معناه صعوبة او عدم وصول الهواء الى الرئتين بسبب ضيق او انسداد المجاري التنفسية وبالتالي قلة او عدم وصول الاوكسجين الى الجسم، ولكن الجنين لا يتنفس فما معنى اختناق الجنين؟
ان المقصود باختناق الجنين هنا هو قلة الاوكسجين او انعدامه ، وهذه الحالة تؤدي الى شلل العضلات ومنها شلل لسان المزمار وهذا يؤدي الى دخول سائل الامنيون الى القصبات الهوائية. ان المشكلة هنا ليست امتلاء القصبات بالسوائل لان الجنين يأخذ الاكسجين من دم امه وعليه فإن امتلاء القصبات بالسوائل ليس هو سبب الاختناق والعكس صحيح فإن قلة الاوكسجين هي السبب. ان وجود السوائل في القصبات تعمل كعائق مهم فقط بعد الولادة. ان قلة الاكسجين في الجنين تؤدي ايضاً الى شلل العضلة العاصرة للشرج وخروج غائط الجنين (العق) الى سائل الامينون.

قد يكون السبب في قلة الاوكسجين هو اضطراب من اي مكان بين الدورة الدموية للام والجنين،
ومن اهم اسباب قلة الاكسجين هو :
o عيوب في المشيمة كحالة انفصال المشيمة او امراض المشيمة
o تسمم الحمل
o امراض الكلى والقلب وامراض الدم الوراثية
o الانيميا الحادة التي تحدث اثناء الحمل
o العيوب الخلقية في الجنين
o امراض تكسر دم الجنين واختلاف فصيلة دم الجنين.
o ضعف نمو الجنين
o حالات الحمل بأكثر من جنين حيث قد يحدث نمو جنين على حساب آخر اي انه يتم تدفق دم الحبل السري الى واحد منهما اكثر من الآخر.

ومن اهم الاسباب التي قد تؤدي الى اختناق الجنين داخل الرحم هو:
o التفاف الحبل السري على رقبة الجنين بشدة اكثر من مرة مما يؤدي الى اختناقه
o وجود عقدة حقيقية في الحبل السري.
o من الاسباب التي قد تؤدي الى الاختناق هو النزيف المتكرر الذي يحدث من المشيمة النازحة.

ان معرفة وتشخيص اختناق الجنين داخل الرحم ليست سهلة وتحتاج الى متابعة الحمل من البداية ومعرفة التاريخ المرضي للولادات السابقة ومعرفة سير الحامل الساري، واكتشاف عوامل الخطورة التي قد تؤدي الى هذه المشكلة مثل عمر الام الحامل والاسباب المرضية المصاحبة للحمل السابق ذكرها وكذلك الفحص السريري للحمل ومعرفة نمو الجنين بشكل متسلسل خلال فترة الحمل ومراقبة حركة الجنين والعوامل الحيوية للام الحامل خصوصاً ضغط الدم وتساعد الاشعة الصوتية في اكتشاف اي عيوب خلقية للجنين وكذلك الفحص الحيوي الفيزيائي بالاشعة الصوتية لمعرفة صحة الجنين داخل الرحم وكذلك دراسة مجرى الدم في الحبل السري ويساعد تخطيط قلب الجنين اثناء الحمل وكذلك اثناء الولادة لاكتشاف اي تغيرات في نبض الجنين التي قد تدل على حدوث نقص الاكسجين وتأثر الجنين وكذلك اجراء فحص الجهد لمعرفة وظيفة المشيمة وتأثر نبضات الجنين وذلك بتحريض الرحم للانقباض بواسطة عقار الاوكستوسين.
اما اثناء الولادة وفي حالة تغير نبضات قلب الجنين فإنه يتم اخذ عينة دم من فروة رأس الجنين ودراسة مستوى حموضة الدم في الجنين التي تدل على اختناقه.

ومن الاسباب الرئيسية المعروفة لاختناق الجنين اثناء الولادة هو:
o عسر الولادة وتأخرها
o تأخر ولادة رأس الجنين اثناء الولادة المقعدية اي ولادة مقعد الجنين اولاً ومن ثم ولادة الرأس
لذلك يجب معرفة وزن الجنين ومقاسات الحوض والولادات السابقة للسماح بمباشرة مثل هذه الولادات بشكل طبيACعي ولذلك ينصح بإجراء ولادات بعمليات قيصرية لمثل هذه الحالات اذا كان هذا الحمل هو الاول لتفادي حدوث اختناق الجنين وهذا الاجراء متعارف عليه في دول امريكا الشمالية.
وقد يحدث الاختناق بعد الولادة مباشرة وذلك باستنشاق السائل العقى لذلك يجب شفط هذا السائل من فم ورئة الجنين مباشرة بعد الولادة.
ان اختناق الجنين داخل الرحم قد يؤدي الى وفاته او حدوث اعاقات دماغية وتخلف عقلي واعاقات بصرية وسمعية وشلل جسدي.

د. محمد حسن عذار

المصدر :
موقع أطفال الخليج

عدد زوار الموضوع



ملخص أسباب الإعاقة
تناقش هذه الدراسة أسباب الإعاقة وذلك بهدف تحديدها والتعرف عليها بغرض إيجاد السبل الكفيلة واستراتيجيات التدخل الملائمة للتغلب عليها0 وقبل الخوض في هذه المسببات فقد نوقشت الأطر الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والأسرية وكذلك التقاليد والأعراف الاجتماعية ذات العلاقة 0 ثم تناولت الدراسة المسببات من حيث عموميتها وخصوصيتها 0 فمن المسببات العامة التي نوقشت باستفاضة الإعاقة والأوضاع الأسرية والفقر ، وكذلك الإعاقة والمرأة 0 أما المسببات المحددة فقد تضمنت كلا من الأسباب الوراثية والبيئية ، إضافة إلى إصابات الأم والجنين الناتجة عن : سوء التغذية، والإجهاض ، وفقر الدم ، والالتهابات، وعسر الولادة ، وارتفاع ضغط الدم، وحوادث الطرق ، والإصابات الرياضية والحروب وغيرها 0

مقــدمـــة
يحاط الفرد في العادة ببيئة اجتماعية واقتصادية تستمد مقوماتها من التراث الإنساني والفكري والحضاري 0 ومع مرور الوقت تتشكل بين الفرد وهذه البيئة علاقة متبادلة بحيث يصبح كلاهما طرفان لحقيقة واحدة وهي الحياة الاجتماعية 0 هذه العلاقة التبادلية بين الفرد والبيئة الاجتماعية التي ينتسب إليها ، تجعل من كليهما عوامل مؤثرة وفاعلة في النظام الأسري والاجتماعي بأكمله ( العوا 1986)0
أن توضيح ذلك التفاعل وإبراز مدى عمق التأثير الذي تحدثه تلك العوامل قد يلقي بعض الضوء على مجمل الظروف والعوامل الوراثية والبيئية ذات الصلة بالمجتمع0 فقد أثبتت الدراسات أنه لا يمكن تطبيق أو استخدام عوامل أو معايير أو سياسات عامة أو برامج مستعارة فلكل مجتمع مواقفه ومعاييره ، فما يمكن أن ينجح في مجتمع قد يفشل في مجتمع آخر خاصة إذا لم تؤخذ بعين الاعتبار جميع المواقف والظروف الخاصة بالمجتمع قيد الدراسة0(مسح اجتماعي ثقافي حول العوامل المؤثرة في السلوك الإنجابي في سوريا - تقرير غير منشور)0

مفهوم الإعاقة
تعرف الإعاقة وفق (1995)Americans with disabilities act بأنها إصابة عضوية أو عقلية تحد أو تقلل بشكل كبير من أنشطة الفرد في واحدة أو أكثر من المهارات الحياتية0 فالفرد الذي يعاني من إصابة تحول دون قيامه بواحدة أو أكثر من الأنشطة والمهارات الحياتية ، وهو في نفس الوقت بحاجة إلى أجهزة تساعده في التنقل والحركة أو أنه يعتمد على الآخرين لتحقيق مهارات حياته اليومية، فإنه يصنف على أنه يعاني من إعاقة شديدة (U.S. census Bureau, 1997) 0وتشتمل الإعاقة على تلك الإصابات المتعلقة بالحواس أو الأعضاء أو الجانب العقلي 0 وقد تكون جزئية أو بسيطة أو كلية0
وتختلف نسب المعاقين وتقديرات أعدادهم من مجتمع إلى آخر وذلك وفق ظروف المجتمع وأوضاعه الاجتماعية والاقتصادية والصحية0 فعلى سبيل المثال يقدر عدد ونسب المعاقين في المجتمع الأمريكي بحوالي 54 مليون نسمة ( حوالي 20%) (U.S.census bureau, 2003)0 ويمكن حصر أسباب الإعاقة الرئيسية في ذلك المجتمع في : إصابات نمائية، أمراض عقلية ، إصابات دماغية ، والتهابات المفاصل (National Institute of Mental Health, 1999) 0 وفي دراسة أجراها U.S. Census Bureau 1997 تبين أن 68 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون من مشكلات تحد من قدراتهم الجسمية وأن 14 مليون منهم يعانون من إعاقة في الجوانب السمعية والبصرية واللغوية0
في 1981 أشارت الأمم المتحدة (Who) ومنظمة الصحة العالمية (UN) إلى أن نسبة المعاقين في أي مجتمع من المجتمعات تبلغ 10% 0 وفي سنة 1992 اقترح Helandur تعديلا للنسبة بحيث تصبح نسبتهم في الدول النامية 4% وفي الدول الصناعية 7% (Metts, 2000) 0 ويعود السبب في زيادة النسب لدى الدول الصناعية إلى ما توفره تلك الدول من إجراءات دقيقة في التشخيص وتعداد الحالات وحصرها وكذلك المعالجة الصحية التي تهيء للفرد فرص أكبر للحياة0 وقد أيد برنامج الأمم المتحدة UNDP هذه النسب وحصرها عالميا في 5% فقط (Coleridge,1993) 0 إلا أن هذه النسبة المتواضعة قد تم انتقادها حيث أنها أخذت في الاعتبار فقط حالات ذوي الاحتياجات الخاصة ممن يعانون من إصابات مرئية وأهملت في ذات الوقت الحالات غير المرئية مثل ذوي صعوبات التعلم ، وذوي الإعاقات البسيطة جدا 0 على العموم، يمكن القول بأن جميع هذه النسب تعتبر تقديرية بسبب أنها لم تأخذ في الاعتبار المتغيرات الثقافية والظروف البيئية لكل مجتمع بعينه (Yeargint & Boule, 2000) 0

أسباب الإعاقة
يندرج ضمن هذا الموضوع قسمين أساسيين0 مسببات عامة تتطرق إلى الإعاقة والأوضاع الأسرية والفقر ، والإعاقة والمرأة0 أما القسم الثاني فإنه يناقش مسببات محددة بالعوامل الوراثية المعروفة وغير الوراثية0
لابد من الإشارة قبل البدء باستعراض العوامل المؤدية للإعاقة إلى حقيقة هامة وهي أن الربط بين تلك العوامل والمسائل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والصحية إنما هو توجه شمولي يهدف إلى إبراز مدى تأثيرها على القضايا التنموية والاجتماعية ككل، وذلك بدلا من الخوض في تلك المسببات الثانوية والتفصيلية التي تعالج قضايا فرعية باتت معروفة لدى كافة الجهات ذات العلاقة0
تحظى المسائل ذات العلاقة بالبحث عن أسباب الإعاقة والعوامل المؤدية إلى حدوثها باهتمام كبير من قبل الباحثين والمختصين ومتخذي القرار ممن يعملون في الجوانب الصحية أو الاجتماعية أو التربوية 0 هذا الاهتمام ناتج عن ارتباط تلك المسائل بشكل مباشر أو غير مباشر بقضايا التنمية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي0 وتشير نتائج الدراسات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والديموغرافية إلى أن لكل مجتمع خصوصية وطبيعته المميزة ، لذلك كان لابد من أخذ البنية الاقتصادية والاجتماعية والبيئة السائدة بعين الاعتبار لدى طرح ومناقشة مسببات الإعاقة0(مسح اجتماعي ثقافي حول العوامل المؤثرة في السلوك الإنجابي-تقرير غير منشور - سوريا)0 من هذا المنطلق ، فانه لا بد من التعرف على المؤثرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والظروف البيئية وكذلك رصد المتغيرات والعوامل الأساسية المتعلقة بمسببات الإعاقة ، وذلك بهدف تكوين رصيد معرفي حول تلك العوامل المساهمة في إحداث الإعاقة وكذلك دراستها وتحليلها عن قرب لدى رسم البرامج والخطط المستقبلية للحد أو الوقاية منها0 وبناء عليه، سوف تبرز هذه الدراسة عددا من العوامل والمؤثرات العامة السائدة التي يمكن رصدها على أنها مكونات رئيسية في مسألة مسببات الإعاقة 0 هذه العوامل يمكن الاستناد عليها لدى رسم الخطط وتوجيه المساعي وتعديل المواقف والمفاهيم التقليدية التي تولدت وسادت في ظل ظروف معرفية وصحية واجتماعية سابقة ، ولم تعد تتوافق حاليا مع التوجهات الحديثة والتحولات الجذرية في المنحى المعرفي حول هذه الموضوعات0
من المعروف بأن التدخل العلاجي الناجح يعتمد على كشف أسباب الإعاقة، فمعظم أسبابها يعتبر غير معروف على الإطلاق 0 ونجد ما هو معروف منها يمثل فقط نسبة محدودة من تلك المسببات0 وقد أفاد الكشف عن أسباب بعض الإعاقات في الوقاية من العديد من الإصابات والأمراض من مثل شلل الأطفال 00ألخ0 ويزيد من ضخامة المشكلة أن بعض العوامل التي كان يعتقد أنها مسببات مؤكدة لبعض حالات الإعاقة هي في واقع الحال ليست كذلك0 فعلى سبيل المثال فقد أشار Coles 1987 بأن صعوبات التعلم قد عرفت لفترة زمنية طويلة بأنها ناتجة عن خلل وظيفي عصبي 0 مثل هذه النظرية لم تستطع حتى الآن تقديم أية نتائج عملية محسوسة تدعم هذا الإفتراض0 وقد أوضح 1987 Coles أنه بعد مرور عقود من البحث والدراسة لم يتبين أن هذا الخلل الوظيفي العصبي موجود إلا في نسبة محدودة جدا من الأطفال ذوي صعوبات التعلم 0 وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسات المحدودة التي أثبتت وجود مثل هذا الخلل تعاني من العديد من الأخطاء المنهجية 0
أما النظرية الثانية التي فسرت صعوبات التعلم فقد رأت بأن سبب المشكلة يعود إلى خلل جيني موروث 0 وقد استندت بعض هذه الدراسات على المسوحات الميدانية التي أظهرت أن احتمال وجود صعوبة القراءة مثلا يتضاعف أكثر من مرة في حالة وجود أحد أفراد الأسرة ممن يعاني من نفس المشكلة0 وقد أيدت هذه النظرية عدد هائل من الدراسات 0 إلا أن واقع الأمر لا يجزم بحتمية حدوث ذلك ولم يثبت لدى جميع الحالات0 وبالتالي لا يمكن تعميم هذه النتائج والاستنتاج بأن كل طفل يولد لأبوين يعاني أحدهم من صعوبة ما في التعلم يعاني بالضرورة من نفس الإصابة0

مســببات عـامــــــــة للإعــــاقة
الإعاقـة والأوضاع الأسرية والفقــر
يتوقع أن تزداد نسب المعاقين لدى المجتمعات التي تعاني من عوامل الفقر والحرمان والمجاعة (WHO) (UN)0 ومن المؤكد أن معالجة هذه الظاهرة المتنامية لدى المجتمعات الفقيرة لن تتحقق دون دمج هذه الفئة من الأفراد في مجتمعاتهم 0 ففي الدول الأكثر فقرا في العالم وبالأخص تلك التي لا تتوفر فيها أية أنظمة مساعدة أو معونات أو خدمات صحية وتدريبية واجتماعية مجانية تكون المسألة بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة متعلقة بالمحافظة على الحياة أو مواجهة الموت0ويعتقد بأن السبب الرئيسي للمعاناة من الفقر المدقع لدى هذه الفئة من الأفراد تكمن في عزلهم عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية التي يمارسها بقية أفراد المجتمع في حقهم (Rebecca, y. unpublished report) 0
وعلى الرغم من عدم توفر بيانات ودراسات دقيقة تؤكد هذه المسألة إلا أن الدلائل الميدانية تشير عموما إلى أن ذوي الاحتياجات الخاصة يتم عزلهم وبالتالي يقعون ضمن الفئات الأشد فقرا 0 ومن المعروف أن حالة من الفقر المدقع تزيد من احتمالية حدوث الإصابة التي يمكن أن تتطور لاحقا كي تؤدي إلى الإعاقة ثم إلى العجز الدائم 0 وكنتيجة حتمية لحدوث الإعاقة يتوقع أن يعاني الفرد من نقص شديد في الدخل بسبب عدم توفر الفرص التأهيلية والتشغيلية في تلك المجتمعات التي لا تتيح الحد الأدنى من تلك الفرص حتى للأفراد العاديين (Hurst, Rachel,1999-2002) 0

وعلى العموم ، فان المعلومات المتوفرة عن ارتباط حالات الإعاقة بالظروف والأوضاع المعيشية المتدنية تعتبر نادرة على الرغم من وضوحها والتسليم بضخامتها0 وتعتمد هذه المعلومات في الأساس على تقديرات تتنافى مع مسلمات تعود إلى أن الفقر لا يعني بالضرورة حدوث الإعاقة على الرغم من أن الدلائل والتخمينات تشير إلى أن ذوي الاحتياجات الخاصة يظهرون أكثر في الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتدنية في جميع دول العالم بما فيها الدول الصناعية0 وفي هذا السياق فقد أشارت الدراسات الصادرة من البنك الدولي إلى أن ما يقدر بنصف مليار فرد يعانون من إعاقة ما هم ممن يعيشون في فقر مدقـع( Metts, 2000 (0 ويتوقع أن تصل نسبتهم في الدول النامية من 15% - 20% من مجموع السكان ( Elwan,1999)0
ولا يعني الفقر بأي حال من الأحوال تدني المستوى الاجتماعي والاقتصادي0 كما أن العلاقة بين الإعاقة والفقر تتفاوت وتتطور داخل المجتمع الواحد إضافة إلى التسليم بتفاوتها من مجتمع إلى لآخر0 فقد أشارت Rebecca في تقرير غير منشور إلى أن حالة الفقر تتعدى الدخل المادي كي تشمل العزل والحرمان الاجتماعي0
يعاني الطفل الذي يولد فقيرا أو معاقا من التحيز والرفض والحرمان0 وتعتبر ولادة الطفل المعاق في المجتمعات الفقيرة تلك نوعا من المأساة0 وعلى الرغم من حاجة هذا المولود إلى الرعاية الصحية الأساسية فانه يترك لمواجهة مصيرة دون توفير الحد الأدنى من الرعاية المطلوبة0 وفي ظل عدم توافر مصادر دخل ملائمة في تلك المجتمعات، فإنه يتوقع أن لا يحصل هذا الفرد على حصة عادلة من تلك المصادر0 ويعتبر هذا الأمر من منظور تلك المجتمعات عملا منطقيا مبررا على الرغم من مدلولات الرفض الكامنة فيه 0 فهذا الفرد من وجهة نظرهم يعتبر حالة ميئوس منها ولا يمكن أن يمثل بالنسبة إليهم استثمارها محتملا ، وبالتالي فهو لا يستحق أدنى حدود الرعاية الأسرية والمجتمعية (Ashton, 1999)0

إن البدء بعزل الأفراد المعاقين اجتماعيا واقتصاديا منذ الطفولة يكرس تعميق الفجوة بينهم وبين أقرانهم العاديين ويقلل في نفس الوقت من فرص التغلب على هذه المعضلة ، كما أنه ينمي تشكيل اتجاهات سلبية نحو هؤلاء الأفراد تتمثل في النظر إليهم على أنهم أفرادا لا يمتلكون القدرة على المشاركة والمساهمة في بناء المجتمع0
وفي الغالب يكون الأفراد الذين يعانون من الفقر آخر من يحصلوا على الطعام ومصادر الرعاية الأساسية0 ففي حالة تعرضهم للمرض فإنهم لن يحصلوا على العلاج الصحي اللازم حيث يتركوا في رحمة الله0 وهم نادرا ما يذهبون إلى المدرسة خوفا من العار الذي قد يلحق بهم وبأسرهم إضافة إلى التأثيرات السلبية التي قد تنعكس على الحياة الزوجية والأسرية0 وقد أفادت منظمة اليونسكو سنة 1988 بأن 98% من المعاقين في الدول النامية لا يتلقون في الواقع أية خدمات تربوية رسمية مما يؤدي بالتالي إلى شعورهم بالنقص وعدم المساواة مع الآخرين أو التفاعل معهم (UNESCO, 1988) 0
وكنتيجة للإعاقة فإن العديد من الأطفال يفقدون الحياة خاصة في المجتمعات الأشد فقرا0 أما حالات الأطفال التي تتمكن من العيش رغم الظروف القاسية فإنهم يعانون من حرمان كبير لدى محاولتهم الالتحاق بالبرامج التربوية الرسمية والغير رسمية مما يؤدي إلى حرمانهم من التدريب اللازم إضافة إلى تدني مفهومهم لأنفسهم 0 وفي المستقبل فإنهم يواجهون أيضا نقصا في فرص التوظيف وعدم تقبل الأفراد العاديين لهم بسبب عدم تفاعلهم معهم في مراحل مبكرة من العمر0 وهذا يدل على إنكارهم الحق في الحصول على فرص متساوية كغيرهم من الأفراد العاديين 0

وأخيرا، فإنه يمكن القول بأن الأفراد المعاقين غالبا ما ينحدرون من أسر ذات معدلات عالية من الفقر، بل أن الفقر يزيد بشكل جذري من احتمالية حدوث الإعاقة 0 فالأفراد الذين يعانون من الفقر المزمن لا تفسح لهم الفرص في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة أو المأوى والطعام والتعليم والوظيفة المناسبة مما يؤدي بالتالي إلى إمكانية إصابتهم ببعض الأمراض والإصابات التي تؤدي إلى الإعاقة0 وتقدر الإحصائيات العالمية بأن عدد الأفراد المعاقين الناتج عن سوء التغذية والفقر بحوالي مئة مليون شخص ((Lee, 1999 0 وقد قدرت منظمة الصحة العالمية سنة (1992) أن ما نسبته 70% من المصابين عالميا بالإعاقة البصرية في مرحلة الطفولة المبكرة و 50% من المعاقين سمعيا ينحدرون من الدول الأفريقية التي تعاني من الفقر0 وهنالك بعض الحالات المثيرة للدهشة لكنها في نفس الوقت تدل على الواقع المؤلم الذي تعيشه شعوب أخرى ممن تعاني من الفقر المدقع 0 ففي الهند على سبيل المثال، فإنه على الرغم من معرفة عامة الناس بمخاطر الإصابة الحركية والعصبية الناتجة عن تناول بعض الأنواع الرديئة من الأطعمة، فإن ذلك لم يمنع من تناولها بسبب عدم توفر غيرها 0 وفي كولومبيا فإن70% من المصابين بالألغام الأرضية كانوا على علم مسبق بأنهم يزرعون في أراضي مليئة بالألغام الأرضية .(Action on Disability of Development, 1997)
وفي كثير من الدول الفقيرة ، لا تتلقى النساء الحوامل الرعاية سواء في فترة الحمل أو أثناءها أو بعدها0 إن تسجيل مثل هذه الحالات وحصرها يبقى محدودا وذلك لعدم وجود دراسات مسحية دقيقة في هذا الخصوص0 وعلى الرغم من توفر عدد من الدراسات التي وثقت نوع المشاكل والمضاعفات التي تصيب المرأة الحامل، إلا أن ندرة الدراسات التي تبين الوضع الصحي للنساء بعد الولادة يعتبر أمرا حقيقيا0 كما أن كثير من المعلومات المتوفرة يعود مصدرها إلى تجارب شخصية فقط لا يعتد بها ولا تعتبر بياناتها دقيقة علميا أو صحيحة إكلينيكيا0 وعلى الرغم من ذلك فقد بينت العديد من دراسات الحالات في كثير من الدول وجود مشكلة حقيقية لكنها خفية ذات صلة بعوامل ثقافية تحث المرأة على عدم إعطاء صحتها أهمية بقدر اهتمامها بشؤونها العائلية والأسرية، أي أن الأولوية للأسرة ككل وليس لصحة المرأة ، وتعرف مثل هذه الثقافات بثقافة الصمت والتحمل (Khattab, 1992)0
ويمكن الاستنتاج في النهاية بأن الفقر المزمن يؤدي في الغالب إلى حدوث الإعاقة ، هذه الإعاقة تؤدي إلى عزل الفرد وتدني في الدخل وبالتالي زيادة في الفقر ثم زيادة في حدة الإعاقة والآثار المترتبة عليها0

الإعــاقة والمـــرأة
أن التركيز على المرأة بالدراسة من حيث حملها وإنجابها والتعقيدات الصحية التي تمر بها لا يعني أنها وحدها المعنية بهذه المسائل0 فقد أظهرت نتائج الدراسات أن المجتمع بعاداته وتقاليده وثقافته واتجاهاته يؤثر في تشكيل السلوك الإنجابي من خلال الضغوط الأسرية والاجتماعية ويؤثر في العلاقات الزوجية والقرارات الشخصية0 إلا أنه وبالرغم من أثر تلك العوامل والمتغيرات، فإن التوجه لفهم الظروف الصحية والاجتماعية والثقافية المحيطة بالمرأة وتعزيز دورها الفاعل في هذه المسائل الحيوية التي تخصها وتخص أسرتها ينعكس بشكل ايجابي على التخفيف من حالات الإعاقة والحد منها (مسح اجتماعي ثقافي حول العوامل المؤثرة في السلوك الإنجابي في سوريا - تقرير غير منشور) 0
أثبتت الدراسات الميدانية أن الزواج المبكر من خلال التحايل على القانون أو تأجيل تثبيت الزواج إلى فترات لاحقة، ما يزال عادة سائدة في عدد من المجتمعات العربية رغم مخالفة ذلك للشرع والقانون0 ومما لا شك فيه أن هذه الممارسة تترك في الغالب آثارا سلبية على صحة المرأة والأبناء وكذلك على الأوضاع الزوجية والعائلية0 إن الآثار السلبية للزواج المبكر على الفتاة يظهر بشكل واضح على صحتها بعد الولادة، وقد ينعكس سلبا على صحة الأبناء خاصة إذا تمت الولادة قبل أن تصل الأم إلى سن العشرين، أي قبل أن يكتمل نموها الجسدي وتصبح أكثر صلابة لتحمل تبعات ومسؤوليات الحمل وظروف الولادة القاسية 0 وبالتالي، فإن الزواج المبكر والولادة المبكرة يعتبران من أكبر العوامل إسهاما في حدوث الإعاقة في الدول النامية والعديد من المجتمعات العربية ، هذه المسألة يجب أن تلقى الرعاية والتوجيه اللازم من خلال التوعية والتثقيف والتأكد من تطبيق تشريعات تحول دون انتشار مثل هذه الممارسات (Mall, 2001; Ashford ,2004 ) .

لقد أكدت الدراسات الاجتماعية وجود علاقة عكسية بين مستوى الثقافة وحجم الأسرة0 فالثقافة وارتفاع مستوى التعليم وتوفر فرص العمل وارتفاع الأجور تعتبر جميعها عوامل تساهم في تأخير سن الزواج وتختصر بذلك المدة التي تكون فيها المرأة مستعدة للإنجاب0 إضافة إلى ذلك ، فإن هذه العوامل تساعد بدون أدنى شك الفتاة إلى التطلع لتحقيق أدوار اجتماعية أوسع وأبعد من الاكتفاء بالدور المحدد بالإنجاب وتربية الأطفال 0ومن المؤكد أيضا أهمية ارتفاع مستوى التعليم وارتفاع مستوى الوعي الفكري والثقافي لدى المرأة0 فالمرأة التي تمتلك حد أدنى من الوعي الصحي والفكري يكون لديها بدون شك معلومات صحية أكثر عن الوقاية والمعالجة والغذاء0 كما أنها تكون أكثر قدرة على الاستفادة من التقينات والإجراءات الحديثة المساعدة على تنظيم الإنجاب0 وتستطيع في ذات الوقت أن تقدر حجم الأسرة المطلوب وتعمل على تحديد إنجابها للوصول بعدد الأطفال إلى حجم محدد يلائم امكاناتها المادية وظروفها الصحية والمعيشية0 أما في حالة تدني مستوى الوعي الصحي والتعليمي والثقافي ، فان تخوف الأمهات من وفيات الأطفال يعتبر عاملا مهما في إجبارهن على إنجاب أكبر عدد من الأطفال تحسبا لحدوث حالات وفاة لدى أطفالهن0 وباختصار ، فإن مستوى تعليم المرأة يعتبر ذو قوة تأثير فاعلة وقوية على السلوك الإنجابي لديها (مسح اجتماعي ثقافي حول العوامل المؤثرة في السلوك الإنجابي في سوريا- تقرير غير منشور)0
وفي سياق البحث عن أسباب الإعاقة وعلاقتها بالأوضاع الاجتماعية والأسرية والفقر، فقد كشفت دراسة حديثة نفذتها المؤسسة العربية لحقوق الإنسان في عشر جمعيات تعني بشريحة المعاقين في مدينتي صنعاء وعدن عن احتياجات ذوي الإعاقة، كشفت عن نوعين من الأسباب: أسباب وراثية ، وأخرى بيئية باعتبار أن البيئة هي حصيلة المؤثرات الخارجية التي تلعب دورا مهما في الإعاقة منذ مرحلة الحمل0 وأكدت الدراسة انه على الرغم من الوعي الموجود لدى الأسر عن المسببات الوراثية الناتجة عن التزاوج والتصاهر بين أفراد وأقارب العائلة والأسرة الواحدة مما يؤدي إلى توارث بعض العوامل أو الأمراض التي يتوقع أن تفضي إلى إعاقات متنوعة، إلا أنها - أي الأسر - لا تستطيع تجاوز ذلك نتيجة للإلتزامات و العلاقات العائلية والاجتماعية والاقتصادية التقليدية0 هذه الأسباب وغيرها وخاصة حالة الفقر السائدة، إضافة إلى القصور الشديد في الخدمات الصحية المتعلقة برعاية الأمومة والطفولة في المناطق الريفية تضاعف من انتشار الإعاقة وشيوعها0

مسببات محددة للإعاقة:
الأسباب الوراثية:
وتشتمل على مجموعة من العوامل الجينية التي تؤثر في الجنين لحظة الإخصاب ، وتشتمل على حصيلة التفاعل بين الخصائص الوراثية المقدمة من كلا الوالدين 0 ويستدل على هذه العوامل وأثرها على الأطفال من خلال دراسة التاريخ الأسري للزوجين0 ومما يجدر ذكره بشأن العوامل الوراثية أن احتمال ظهورها في مجتمعاتنا العربية يكون أكبر من المجتمعات الغربية وذلك نظرا لارتفاع نسبة زواج الأقارب في مجتمعاتنا 0 وغني عن الذكر أن نسبة العوامل الوراثية تزداد في المجتمعات التي تشيع فيها ظاهرة زواج الأقارب بشكل واضح0 ففي دراسة عن أسباب الإعاقة العقلية في المملكة العربية السعودية تبين أن الوراثة مسؤولة عن 22% من حالات الإعاقة العقلية ( السرطاوي ، القريوتي 1990)0 وقد تكون هذه النسبة مبالغا فيها بعض الشيء بحكم عدم توفر الدقة التامة في إجراءات الدراسة، إلا أنها تبقى مؤشرا على ارتفاع تأثير العوامل الوراثية في مجتمعاتنا خاصة تلك التي يعتبر فيها زواج الأقارب من داخل العائلة أمرا محتوما 0 وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال الدعوة لرفض زواج الأقارب بمقدار ما يعني تشجيع الزواج من خارج العائلة خاصة عندما تظهر تلك العائلة تكرارا لأثر الخصائص الوراثية ( القريوتي ، السرطاوي 2000)0

الأسباب البيئية:
البيئة هي حصيلة المؤثرات الخارجية والظروف والمعطيات التي قد تلعب دورا رئيسا في حدوث حالات الإعاقة منذ ظهور الحمل وحتى ما بعد الولادة0 وتشمل البيئة عوامل ما قبل الولادة ، وعوامل أثناء الولادة ، وما بعد الولادة :

عوامــل ما قبــل الـولادة ( الحمــل)
ا-العوامل غير الجينية :
1- الأمراض :
الأمراض التناسلية كالزهري ، الحمى الصفراء ، السل ، الأمراض المعدية ، إضطرابات التسمم الغذائي ، اختناق الطفل نتيجة نقص الأكسجين ، تسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم ، فقر الدم ، النزيف أثناء الحمل ، استعمال العقاقير المختلفة ، العمليات القيصرية ومحاولة الإجهاض باستعمال الأدوية والطرق الشعبية، سوء التغذية (عدم التوازن الغذائي) ، الإدمان على تناول الكحول أوالمخدرات ، التعرض للأشعة ، التعرض للصدمات ، تلوث الهواء أوالماء ، اضطرا بات التمثيل الغذائي ، المرض الكلوي المزمن، إصابة الأم بالسكري ، الإصابة بالحصبة الألمانية0
2- زواج الأقارب
3- وضع الجنين بشكل خاطيء في الرحم
4-الزواج المبكر
5-الحمل المتكرر

ب- العوامل الجينية :
1- العوامل الجينية المباشرة
- حالات وراثية ناتجة عن طريق الجينات الوراثية السائدة حيث تظهر الإصابة في جميع الأجيال، أو المتنحية بحيث تكون الإعاقة ناتجة عن أمراض واضطرابات بيوكيمائية تنتقل من الوالدين0 ويحتمل ظهور هذه الحالات في زواج الأقارب0
- الأمراض الوراثية : وهي عبارة عن خلل في الجينات والكروموسومات مثل عرض داون0
2- العوامل الجينية غير المباشرة
تحدث الإصابة في هذه الحالة نتيجة لانتقال الأمراض، أوالخلل أوالاضطرابات الجينية0 ومن الأمثلة على هذه الإصـابات: ترسب الدهـون(تاي ساكـس)، الجلاكتوسيميا، العيوب المخية، اضطـرابات التمـثيل الغذائي مثلPKU والعامل الريزيسي (RH)0

عوامــل أثنـاء الــولادة
* الولادة المتكررة ، عسر الولادة ، الاختناق الناجم عن نقص الأكسجين ، الولادة المبكرة ، الإجهاض المتكرر0

عوامـل ما بعد الـولادة :
*الأمراض :
الالتهابات، إضطرابات في الهرمونات ، سوء التغذية، الكساح ، الحمى القرمزية ، العدوى - الأمراض المعدية : اليرقـان/ الصفراء ، الحصبة،الدفتيريا ، التهابات السحايا ، شلل الأطفال، النكاف ، السعال الديكي0

إصابات الأم والجنين:
في كل عام هناك أكثر من خمسمائة ألف حالة وفاة من النساء في الدول النامية تعود لأسباب لها علاقة بالحمل والولادة0 إلا أن موضوع الوفيات يمثل جزءا من المشكلة وليس كلها0 ففي مقابل كل حالة وفاة من بين النساء هناك على الأقل 30 امرأة تعاني من أمراض وإصابات متنوعة 0وعلى الرغم مما يبدو أن مثل هؤلاء النساء محظوظات للنجاة من الموت إلا أن إصابتهن تخلف آثارا سيئة للغاية من الناحية الجسدية والاجتماعية0 وعلى الرغم من مخاطر هذه الإصابات التي تصيب النساء الحوامل إلا أنها لم تلق قدرا كبيرا من الاهتمام لأنها من النوع المخفي أو غير الظاهر (Khattab, 1992)0
وتعتبر المضاعفات التي تحدث للأمهات الحوامل في الدول النامية أثناء فترة الحمل والولادة السبب الرئيسي للوفيات أو حدوث إصابات على أقل تقدير0 ويقدر عدد أولئك اللواتي يعانين من مثل هذه المضاعفات بحوالي 20 مليون إمرأة0 ومن النماذج على المضاعفات هـذه: فقر الدم ، التهابات مجرى البول ، تلف أعضاء الخصوبة والجهاز العصبي، والآلام الشديدة، والعقم (Ashford,2004) 0 ففي كثير من الدول النامية لا تتلق نصف الأمهات الحوامل أية رعاية طبية من قبل طبيب أو ممرضة أو قابلة مدربة في الوقت الملائم من أجل تفادي حدوث تلك الإصابات0 وقد يعود السبب في ذلك إلى عدم توفر المصادر اللازمة لذلك ، أو أن الكثير من النساء لا تدرك الأعراض التحذيرية للإصابات أو أنها قد تخشى من علاج خاطىء أو من إرتفاع التكاليف في المراكز الصحية (Ashford, 2004)0 كما أن الولادات التي تحصل في المرافق الطبية أو المراكز الصحية والمستشفيات قد تتعرض للخطر ، وذلك بسبب سوء الرعاية الطبية المتوفرة فيها0
وعلى العموم ، فإن الغالبية العظمى من هذه الإصابات تعزى إلى تعقيدات صحية كنتيجة مباشرة للحمل أو إنها تحدث أثناء الولادة0 ومن الأسباب المباشرة لهذه الإصابات : نزيف حاد ، التهابات، عسر الولادة أو ارتفاع ضغط الدم بسبب الحمل أو الإجهاضات0 كما أن هذه الإصابات قد تكون ناتجة عن أمراض تزداد حدة أثناء الحمل مثل فقر الدم والملاريا وأمراض القلب والتهاب الكبد الوبائي والسل والأمراض مثل نقص المناعة المكتسب0 و بغض النظر عن أسباب حدوث هذه الإصابات فإنها تؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة لكل من الجنين والأم وذلك حتى في الولادات اللاحقة 0 هذه المشكلات الناتجة عن التعقيدات التي تحدث أثناء الحمل وتهدد حياة الأم الحامل بالخطر يتوقع أن تسبب الوفاة أو الإعاقة للطفل المولود 0هذا وترتبط وفاة 8 مليون طفل في كل عام في الدول النامية بالمضاعفات الصحية التي تحدث للأم الحامل وسوء الرعاية الطبية أثناء الحمل وأثناء الولادة0 كما أن عسر الولادة على سبيل المثال يؤثر على نسبة 3% من المواليد ويتسبب في وفاة 25% منهم تقريبا، ويؤدي إضافة إلى ذلك إلى إصابة حوالي 25% منهم بتلف دماغي (Tsui, 1997)0

وفيما يلي وصفا موجزا لبعض أهم الإصابات التي تحدث بسبب الحمل أو التعقيدات والمضاعفات التي تحدث بعد الولادة مباشرة :
1- سوء التغذية :
يلعب سوء التغذية الذي يصيب الأم الحامل دورا كبيرا في حدوث حالات الإعاقة 0 فالنساء الحوامل اللواتي يعانين من سوء التغذية يلدن في الغالب أطفالا تقل أوزانهم عن الوزن الطبيعي 0 إن مثل هؤلاء الأطفال معرضين لخطر الوفاة في الأسبوع الأول بعد الولادة أكثر من الأطفال الذين يولدون بأوزان طبيعية0 وتجدر الإشارة هنا إلى أن من ينجو منهم من الوفاة نتيجة للتقدم الطبي الهائل فإنهم يكونون معرضين في العادة للإصابة بالشلل الدماغي أو التشنجات أو صعوبات التعلم الشديدة، أو الإعاقات العقلية أو الحسية (Ashford, 2004) 0

2-الإجـهـاض :
تعتبر محاولة الإجهاض الذي تقوم به الحامل بنفسها أو عن طريق أشخاص غير مؤهلين من الأسباب الرئيسة لوفيات الحوامل أو التسبب في إصابتهن، أو إصابة أطفالهن 0 تقدر منظمة الصحة العالمية (WHO) أن ما يقارب من 18 مليون حالة إجهاض تحدث سنويا في الدول النامية، أي ما يعادل حالة من كل 10 حالات حمل0 أو ما يقدر بحالة إجهاض واحدة من بين سبعة ولادات ناجحة (Tsui, 1997; Ashford,2004)0
إن هذه المضاعفات والإصابات الناجمة عن أسباب ولادية تؤثر بدون شك أكثر على صحة وخصوبة النساء في أوج فترة الشباب0 بالإضافة إلى ذلك فإنها تؤثر أيضا على الوضع العام للأسرة والدخل الإقتصادي0وبذلك، فإن الحد من مثل هذه المضاعفات التي تواجهها النساء يعتبر أمرا هاما ليس فقط من أجل التخفيف من الإصابة وإنما من أجل التخفيف أيضا من المعاناة0 وبالتالي فإن التصدي لهذه المضاعفات ومنع حدوثها أثناء فترة الحمل يحتاج إلى التزام واستثمار كبير (Ashford,2004)0

3- فقر الدم :
تعاني النساء المصابات بفقر دم من الدرجة الشديدة أو الشديدة جدا من تعب وإرهاق يؤثر على قدرتهن على الإنجاب وعلى صحتهن بشكل عام0 تقدر منظمة الصحة العالمية حسب البيانات المتوفرة لديها بأن فقر الدم لدى النساء الحوامل في الدول النامية تسبب في عام 2000 في ضعف مقدرة النساء على الإنجاب والخصوبة عدا المضاعفات الصحية 0 وتقدر الخسائر المادية المترتبة على هذه الإصابة بخسارة قد تصل إلى خمسة مليارات دولار0
هذا ويعتبر فقر الدم كمرض يصيب نصف النساء الحوامل في العالم بأنه سببا مباشر أو غير مباشر للوفاة أو حدوث إصابات للأم والجنين (Burkhalter, 2000) 0
تصاب حوالي 11% من النساء أو 13 مليون امرأة في الدول النامية في كل عام بنزيف بعد الولادة مباشرة0 يسبب هذا النزيف في حالة عدم معالجته بسرعة كبيرة إلى وفاة المرأة في غضون ساعات0 وإذا ما نجت الأم فإنها على الأغلب ستصاب بفقر دم واضطراب في الهرمونات الناتج عن خلل في الغدد مما سيؤدي إلى عدم القدرة على الإرضاع أو فقدان الدورة الشهرية أو الهزال الشديد أو الشيخوخة المبكرة0 فالنزيف الذي يحدث بعد الولادة يؤثر أكثر على الأم الحامل إذا ما كانت تعاني أصلا من فقر دم مسبق، ويعرضها إلى خطر الموت أو حدوث إعاقات للطفل في كل حمل لاحق (Ashford, 2004)0

4-الالتهابات وتسمم الحمل:
تحدث هذه الالتهابات أو تسمم الحمل لدى الأمهات الحوامل أثناء الحمل أو الولادة أو بعدها مباشرة مما قد يسبب آلاما مبرحة في أبسط الحالات أو العقم ، إضافة إلى المشكلات العاطفية أو النفسية بسبب تفكك الحياة الزوجية الناتجة عن حدوث تلك الآلام والالتهابات المزمنة 0ويعود سبب هذه الالتهابات أو التسمم إلى طول مدة الحمل أكثر من المعدل الطبيعي أو توفر رعاية غير سليمة أو تلوث يحدث أثناء الولادة أو الإجهاض 0 ويقدر عدد النساء الحوامل اللواتي يصبن بتلك الالتهابات أو التسمم بحوالي 10%0 وفي حالات نجاة الأم من الالتهابات والتسمم أو التلوث بعد الولادة مباشــرة، فقد تصاب فيما بعد بالتهابات في الحوض والمبايض0فإذا لم يتم التدخل العلاجي بسرعة فان ذلك سيؤدي إلى ألم شديد في منطقة الحوض مما يؤثر بالتالي على حياة الأم نفسها 0 كما أنه يؤثر أيضا على أعضائها الهامة للحمل، مما قد يتسبب في حدوث حمل خارجي وبالتالي تعريض حياتها وحياة الجنين للخطر والإصابة (Tsui, 1997)0

5-عسر الولادة :
يعد عسر الولادة أحد أكبر المخاطر المحتملة على صحة الأم والجنين حيث يحدث في حالة واحدة من بين كل ست حالات ولادة طبيعية0 فبالإضافة إلى كونه يسبب حالة من الخوف والرعب للأم الحامل وخاصة في الطفل الأول ، فانه في ذات الوقت يسبب إصابات مؤكدة لكليهما خاصة في حالة غياب الرعاية الطبية الملائمة0 إن أكثر النساء عرضة لعسر الولادة أولئك اللواتي لم يكتمل بناءهن الجسدي ، كصغيرات السن أو ممن يعانين من خلل عضوي في الحوض0 وفي حالة اللجوء إلى الولادة القيصرية فإنه يتوقع أن تعاني الأم من آلام ، وفي بعض الحالات الشديدة يتسبب ذلك بانفجار الرحم في أية حمل لاحق مما يؤدي إلى وفاة الجنين أو إصابته 0وأخيرا فان عسر الولادة لا يؤثر على الجنين فحسب وإنما يضر المرأة بشكل مباشر0 فهو يؤثر على خصوبة المرأة وحدوث إصابات في الجهاز العصبي مما يؤثر لاحقا على عملية المشي (Tsui, 1997)0

6-ارتفاع ضغط الدم:
تعاني 6% من النساء الحوامل من ارتفاع في ضغط الدم، وبالتالي فإنه يتوقع أن يتأثر الجنين بشكل مباشر بهذه الإصابة بسبب عدم حصوله على التغذية المناسبة أو إصابة الجهاز العصبي المركزي أو فشل في الجهاز التنفسي أو التسمم0 وبالإضافة إلى هذه المخاطر، فإنه يتوقع أن تتعرض حياة الأم والجنين سويا إلى الخطر أو الإصابة والمعاناة في أفضل الحالات (Ashford, 2004) 0
وعلى الأغلب ، فان إصابة الأم سوف تخلف آثارا سلبية شديدة على أسرتها والمجتمع ككل لما يحدثه ذلك من تغيرات في الأسرة ومسؤولياتها ونفقاتها ووضع الأسرة الاقتصادي (Ashford, 2004) 0ومن هذه الآثار ما يلي :
- تؤثر مصاريف العلاج الطبي للأم على مستوى الاستهلاك الاقتصادي للأسرة وتقلل من مدخرات الأسرة 0
- تؤثر عدم قدرة الأم على الإنتاج على مصدر رزق الأسرة مما يستوجب عمل الأطفال ودخولهم سوق عمالة الأطفال0
- يعاني أطفال الأمهات المريضات من سوء في التغذية وتردي الحالة الصحية والنظافة0
- يضطر الأطفال الأكبر سنا وخاصة الفتيات إلى التخلي عن الدراسة للقيام بدور الأم0
- يعاني أفراد من مشكلات نفسية من مثل الإحباط أو الشعور بالعزلة والوحدة 0

وللتغلب على الآثار المترتبة على إصابة الأم والجنين ، فانه لابد من التفكير الجدي في تفعيل إجراءات التدخل العلاجي والوقائي المبكر لما له من آثار إيجابية في الحد من تأثير تلك المسببات0 فتدهور صحة الأم الحامل له آثارا سلبية جمة على الطفل أولا ثم على إنتاجية المرأة وقدرتها على الإنجاب (Ashford, 2004) 0 ويشمل التدخل الصحي على سبيل المثال :
1- إجراء عمليات جراحية ، ونقل دم ، وذلك بهدف التغلب على مضاعفات مثل ارتفاع الضغط وفقر الدم 0
2- توفير طاقم طبي مدرب وأجهزة وتسهيلات ومعدات طبية ونظام إحالة فعال وإشراف جيد0
3- تيسير نقل الأم الحامل عند حدوث أية مضاعفات إلى مراكز الرعاية الصحية القريبة في أسرع وقت ممكن0
4- توفير رعاية طبية ملائمة بعد الولادة أو الإجهاض وذلك لحل المشكلات المترتبة على النزيف والالتهابات أو تلف بعض أعضاء الجسم التي تحدث عادة بعد الولادة أو الإجهاض غير الآمن0
5- تدريب الأمهات الحوامل على الولادة في مرحة مبكرة من الحمل0
6- تشجيع المرأة الحامل على زيارة الطبيب على الأقل 4 مرات في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل 0 وقد تتولى مراكز الرعاية الصحية المجتمعية هذا الدور وتقوم بزيارات منزلية للأمهات الحوامل0
7- تثقيف النساء بالعادات الصحية السليمة والغذاء المناسب ، بالإضافة إلى تزويدهن ببعض الفيتامينات 0 وكذلك توعية الأمهات الحوامل بالمؤشرات التي يجب الانتباه إليها لتفادي أية مضاعفات وكيفية التصرف عند الطوارىء 0 كما يجدر توجيه المرأة لتناول الأغذية السليمة حتى لو كانت الموارد الأسرية محدودة0فسوء تغذية المرأة الحامل ونقص الفيتامينات سيقلل من مقاومتها للأمراض والالتهابات وارتفاع الضغط وإصابتها بأمراض أخرى غير محددة 0

حوادث الطرق :
تشكل حوادث الطرق نسبة عالية من الوفيات والإعاقة خاصة بين الشباب وتشير الإحصائيات إلى وفاة 000ر700 نسمة سنويا في العالم من جرائها0 تنتج معظم هذه الحوادث عن عدم الالتزام بالسرعة المقررة وعدم المبالاة والإهمال في القيادة وصيانة السيارات0 وعن الأسباب الحقيقية لحوادث المرور ، غياب الثقافة المرورية وعدم الوعي بالقوانين المروريـة ( منظمة الصحة العالمية )0
فقد أشارت تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن حوادث الطرق ستحتل المرتبة الثالثة في عام 2020 في قائمة منظمة الصحة العالمية للأسباب الرئيسية للأمراض والإصابات في العالم ، بدلا من المرتبة التاسعة التي كانت تحتلها عام 01990 وأكدت المنظمة أن عدد حالات الوفاة التي أسفرت عن حوادث الطرق عام2002 بلغت نحو 18ر1 مليون حالة وفاة على المستوى العالمي، إضافة إلى ما بين 20 و50 مليون إصابة، وحدثت خمسة ملايين حالة عجز دائمة0 وإذا استمرت هذه المعدلات في الارتفاع ، فسيتضاعف معدل الوفيات والإعاقة الناتجة عن إصابات حوادث الطرق بنحو 60% في المستقبل متفوقة في ذلك على بعض الأمراض المستعصية0 وتؤكد منظمة الصحة العالمية أيضا والبنك الدولي أن حوادث الطرق تعد السبب الثاني من بين الأسباب الرئيسية للوفاة بين سكان العالم، وذلك في المرحلة العمرية من 5 إلى 29 سنة0 كما أن حوادث الطرق عامة تؤدي إلى الإصابة بالإعاقة لما بين 20 إلى 50 مليونا شخص على صعيد العالم كله 0 وما لم تتخذ إجراءات فورية ، فان من المتوقع بحلول عام 2020 أن تزداد نسبة الوفيات الناجمة من حوادث الطرق ، بنحو 80% في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط ( منظمة الصحة العالمية ، المكتب الإقليمي للشرق الأوسط ، يوم الصحة العالمي 2004) 0
وعلى الصعيد الإنساني فإن ما يتعرض له الفرد المصاب أو أسرته أو مجتمعه نتيجة لحوادث الطرق وما يترتب على الإصابة من آثار اجتماعية ونفسيه وصحية، يجعل من الضروري الإسراع في توفير الخدمات الملائمة0 ولا تتوقف الآثار المترتبة على الإصابة على النواحي الصحية أو الاجتماعية أو النفسية فحسب، بل تتعداها إلى النواحي الاقتصادية0 ففي البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط ، تقدر تكلفة الإصابات الناجمة عن حوادث الطرق بنحو 65 مليار دولار ، أي ما يفوق كل ما تحصل عليه هذه البلدان من معونات إنمائية0 كما تكلف الإصابات هذه البلدان مابين 1% وبين 2% من إجمالي الناتج القومي أي حوالي 518 مليار دولار سنويا ( منظمة الصحة العالمية ، المكتب الإقليمي لشرق المتوسط : يوم الصحة العالمي 2004)0
الإصابات الرياضية وغيرها
تشمل الكسور ، والجروح ، والتقلصات والتمزقات العضلية ، والإصابات الدماغية، وتهتك الأعضاء الداخلية0 وقد تعود بعض هذه الإصابات إلى الانزلاق والسقوط أو الصعقات الكهربائية، أو تناول المواد الكيماوية كالمطهرات والمنظفات والمبيدات الحشرية، مما يؤدي إلى إصابة الدورة الدموية والجهاز التنفسي0 وقد تؤدي الحالات الشديدة من هذه الإصابات إلى تعرض الأفراد لإعاقات دائمة0

الحـــــروب :
يعتبر الأطفال من أكثر الفئات تعرضا لمخاطر وآثار الحروب الأهلية ، فهم إما يتعرضون للقتل أو الإعاقة أو التشريد عن منازلهم أو الانفصال عن ذويهم 0 بيد أن الآثار الواقعة على الأطفال في الحروب تفاقمت بتدريب الأطفال وتشجيعهم أو إجبارهم على المشاركة في المعارك كجنود فعليين0 ففي عام 1988 تم تقدير عدد الأطفال المشاركين في الحروب الأهلية بنحو 000ر200 طفل0 وفي عام 1995م أرتفع هذا العدد ليصل إلى 000ر300 طفل ، حيث تستخدمهم الجيوش النظامية للقيام بكافة أنواع الأعمال كالطهاة ، أو المحاربين أو الجواسيس أو كأدوات للكشف عن الألغام 00 الخ0
فعلى سبيل المثال فانه يطلق على الحرب الأهلية التي دارت في سيراليون بحرب الأطفال وذلك نظرا لأن معظم المحاربين من الجانبين كانوا من الأطفال 0 أما في راو ندا فقد رصدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة ( اليونسيف عام 1995) حالات لأكثر من 3000 طفل تعرضوا لإصابات شديدة خلال عمليات التطهير العرقي التي جرت عام 1994م0
ونتيجة للحروب بشتى أشكالها وأنواعها وما يترتب عليها في بعض الأحيان من وفاة أو إصابة معيل الأسرة يضطر الطفل الأكبر للقيام بدور الأب في إعالة الأسرة وتوفير الحدود الدنيا من مصادر المعيشة الأساسية0 وقد قدرت منظمة العفو الدولية عدد الأطفال الذين يقومون بإعالة أسرهم بنحو 000ر6 طفل ثلاثة أرباعهم من الفتيات0 أما في حالات اللجوء أو النزوح الناتجة عن الحروب وغيرها من الكوارث البيئية، فان الأطفال يعتبرون أكثر عرضة للإصابة بسبب عوامل عديدة منها سوء التغذية ، والإصابة بالأمراض والالتهابات0


المراجع
o العوا ، عادل (1986) 0 العمدة في فلسفة القيم 0 دار طلاس، دمشق 0
o مسح اجتماعي ثقافي حول العوامل المؤثرة في السلوك الإنجابي في سوريا0 تقرير غير منشور - سوريا 0
o القريوتي، يوسف وآخرون(2000)، المدخل إلى التربية الخاصة0 دار القلم ، دبـي0
o السرطاوي ، عبد العزيز، والقريوتي يوسف (1990)0 الإعاقة العقلية في المملكة العربية السعودية : أسبابها وبعض المتغيرات الأخرى، مجلة كلية التربية ، جامعة الإمارات ع 5 0
o Action on Disability and Development (1997). Unpublished Report.
o Ashford, Lori (2004). Hidden Suffering: Disability from pregnancy and childbirth in less developed countries. http://www.prb.org
o Ashton, B. (1999). Promoting the Rights of Disabled Children Globally. Disabled Children Become Adults: Some Implications.
o Burkhalter (2000). Consequences of Unsafe Motherhood in Developing Countries.
o Coleridge, Peter (1993). Disability, Liberation and Development, Oxford: Oxfam
o Coles, G.S. (1987). The Learning Mistake. New York: Pantheon Books.
o Elwan, Ann, (1999). Poverty and Disability - A Survey of the Literature, World Bank.
o Hurst, Rachel (1999). Disabilities People's Organizations & Development: Strategies for Change.
o Hurst, Rachel (2002). Disability Aware in Action (DAA). Personal correspondence.
o Khattab, Hind (1992). The Silent Endurance. UNICEF and Population Council.
o Lee, Helen (1999). Discussion paper of Oxfam: Disability as a Development Issue and How to Integrate a Disability Perspective into the SCO. Oxford: Oxfam.
o Metts, Robert (2000). Disability Issues, Trends and Recommendation for the World Bank. World Bank. Moll, Kevan
o (2001). Disabled People in Development; Moral Obligation or Socio-economic Imperative (Unpublished Report).
o National Institute of Mental Health (1999). Leading Ten Cases of Disability.
o Rebecca, Y. (unpublished Report). ADD: Action on Disability and Development. Chronic Poverty and Disability.
o Tsui, A. & et. al. (1997). Reproductive Health in Developing Countries. National Academy Press, Washington, DC.
o UNESCO (1988). Review of the present situation of Special Education. Paris.
o U.S. Census Bureau, (1995). Americans with Disabilities (online).
o U.S. Census Bureau, (1997). Americans with Disabilities (online).
o U.S. Census Bureau, (2003). Americans with Disabilities (online).
o Yeargin, M. & Boyle, W. (2000). Etiology of Childhood Vision Impairment, Paediatr Perinat Epidemiol, 14(1).


أ0د0 عبد العزيز السرطاوي- رئيس قسم التربية الخاصة- كلية التربية- جامعة الإمارات العربية المتحدة

المصدر :
موقع أطفال الخليج


عدد زوار الموضوع




لا شيء أقسى على الوالدين من أن يرزقا بطفل معاق أو طفلة معاقة، فمجيء طفل معاق إلى الأسرة، خصوصاً إذا كانت الإعاقة ظاهرة في الشهور الأولى، فإنها تعني فشل مشروع اسري، وانهيار حلم ظل يراود الأبوين لعدة شهور، وهو أن يرزقا طفلا سليما، فوجود هذه الحالة في البيت - أياً كان نوع الإعاقة - يؤثر في كل فرد من أفراد الأسرة وفي حياتها، خاصة الأم في ظل غياب أي شكل من أشكال المساعدة المعنوية والمادية، في أغلب البلدان العربية.

تغطي سحب الحزن والألم الوالدين اللذين يرزقان بطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن كثيراً من أولئك الذين تلفهم وشائج الإيمان، وتحميهم الإرادة القوية، لا يهزمهم هذا الحزن، بل يدفعهم الأمل والقوة لتحقيق أعلى الأهداف، ولهم وسائلهم الخاصة، ومعرفتهم وخبرتهم الجيدة.
إدماج الطفل المعاق في الحياة يبدأ من داخل الأسرة --- وبإدماج الأم أولاً، و للوالدين دوراً كبيراً في تنمية وتعديل سلوك الأبناء ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا الدور يتطلب من الوالدين معرفة جميع المعلومات المتوفرة عن إعاقة ابنهم وسبل العلاج والتكيف والتعامل مع الحياة، التعامل مع الأخوة في المنزل ومع الأطفال الآخرين والأصدقاء، والتعاون مع الطرف الأهم سواء كانت المدرسة أو الأخصائي المعالج.

الأم ---- حاملة الأسية
أن الأم تتحمل العبء الأكبر في تربية الطفل المعاق، لكونها أما في المقام الأول، ولأنه يتكون لديها شعور باطني بأنها لم تستطع إن تمنح هذا لطفل الذي حملته بين أحشائها حياة طبيعية، وهذا الشعور يسبب لها إحساسا بالذنب لا يفارقها، هذا الشعور بالذنب كثيرا ما يتسبب في نشوء علاقة مضطربة وغير طبيعية بين الأم وطفلها، تنعكس بشكل سلبي على نمو الطفل المعاق وتجاوبه مع العلاج وقدرته على الاندماج في المجتمع، بالرغم من مظاهر الرعاية التي تبذلها الأم على المستوى العملي، إلا أنها تبقى غير كافية أو مجدية، إذا لم تتخلص من ذلك الشعور النفسي، فوجود تلك المسافة أو الهوة النفسية بين الطفل المثالي الموجود في خيال الأم وطفلها المعاق، يضاعف معاناة الطفل.
صحيح أن الأب قد يشعر بنفس الإحساس لكن بدرجة اقل، لان علاقته بالطفل الصغير في المجتمعات العربية عموما، تبدأ في مرحلة متأخرة، إي بعدما يكبر الطفل، الأمر الذي يترك الأم وحدها في مواجهة مسؤولية طفلها المعاق.
ولتدارك هذا الخطأ المتكرر الحدوث في مجتمعنا، فإن العلاج الحقيقي يبدأ بالاهتمام والعناية بالأسرة ككل وليس الطفل ذي الاحتياجات الخاصة كحالة فردية، وبالتحديد على مساعدة الأم على تجاوز حالة الاكتئاب والإحباط التي تعاني منها نتيجة شعورها بالذنب

ما هي الحاجات الأساسية التي على الوالدين معرفتها ؟
والدي الأطفال ذوي الاحتياجات لخاصة لديهم أمور أساسية لابد لهم من معرفتها من أجل مساعدة أفضل لأطفالهم وهي:
o ما هي طبيعة مشكلة طفلي؟
إن الوالدين بحاجة إلى تفسير واضح وكامل للمشكلة التي يعاني منها طفلهم، وهما ليسا بحاجة إلى تشخيص عام فحسب، ولكنهما بحاجة إلى أن يعرفا أوضاع الأطفال الذين يعانون من المشكلة ذاتها والخدمات التي تقدم لهم وفاعليتها.
o ما هو سبب مشكلة طفلي ؟
يولي والدا الطفل ذي الاحتياجات الخاصة أسباب الإعاقة اهتماماً كبيراً.. أنهما بحاجة إلى أن يعرفا إذا كانت الإعاقة تعود إلى عوامل تتصل يهما أو بعوامل جينية أو بيئية محددة.
o ما هي الخدمات التشخيصية المتوفرة ؟
يبدي الوالدان أيضاً قدراً كبيراً من الاهتمام بتشخيص إعاقة الطفل، وبالجهات أو الأشخاص الذين يقومون بعملية التشخيص، وبالأساليب والأدوات التي يستخدمونها، وبالتكلفة المالية لذلك كله.
o ماذا أتوقع من طفلي ؟
إن الوالدين لا يهتمان بالوضع الحالي للطفل فقط، ولكنهما يودان معرفة ما يخبؤه المستقبل فيما يتعلق بنمو الطفل -- معرفياً وحركياً وانفعالياً واجتماعياً، وبالأمور الدراسية والنمو المهني.
o ما هو البرنامج التربوي الأفضل لطفلي ؟
يحرص الوالدان على أن يحصل طفلهم ذو الاحتياجات الخاصة على الخدمات التربوية والعلاجية المناسبة.. أنهما بحاجة إلى أن يعرفا ماذا سيتعلم طفلهم، ومن الذي سيعلمه، وما هي الأساليب والأدوات التي سيتم استخدامها؟
o كيف أستطيع مساعدة طفلي ؟
إن الوالدين أيضاً بحاجة إلى أن يتعرفا ويتعلما الأدوار التي عليهما القيام بها في البيت لمساعدة المدرسة على تحقيق الأهداف المنشودة.
o كيف ستؤثر مشكلة طفلي على العلاقات الشخصية ؟
كذلك فإن الوالدين بحاجة إلى الحصول على معلومات مفيدة فيما يتصل بعلاقتهما بطفلهما ذي الاحتياجات الخاصة وعلاقته هو بالآخرين، أنهما بحاجة إلى أن يعرفا سبل التغلب على المشكلات الاجتماعية والنفسية التي قد تحدث.

ما هي أهمية تدريب الوالدين ؟
إن تدريب الوالدين يعود بفوائد جمة على الطفل ذي الاحتياجات الخاصة، وهو أيضاً يعود بفوائد كثيرة على الوالدين والمدرسة، فمن الممكن أن يتعلم الوالدان مبادئ وأساليب تعديل سللها.أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وبمقدورهم إحداث تغيرات ذات أهمية في سلوك طفلهما.
وإذا كانت المدرسة توظف أساليب معينة لضبط سلوك الطفل وتعديله، وكانت الأسرة تستخدم أساليب أخرى مناقضة، فالطفل لن يعرف قواعد السلوك الشخصي والاجتماعي المناسب وقد لا يمتثل لها .. فمن المعروف أن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة قد لا ينقلون ما يتعلمونه من مهارات في المدرسة إلى البيت ما لم يكن هناك تواصل فعال بين المعلمين والآباء، وما لم تتوفر فرصة ممارسة السلوك المكتسب وتدعيمه خارج المدرسة.

كيف أستطيع المحافظة على علاقة إيجابية مع الفريق العلاجي؟
على الوالدين الإدراك بأنهم جزء رئيسي مكمل للفريق العلاجي، فأنت تعرف طفلك أكثر من أي شخص آخر، لذلك لا تتردد في طرح الأسئلة، وما لم تخبر أخصائي الرعاية الصحية بكل ما يقلقك وما تحتاجه من معلومات فلن يعرفوا بذلك أبداً، لك عليك أن تطلب تزويدك بمعلومات خطية ما أمكن ذلك حتى يمكنك مراجعة هذه المعلومات في المنزل، ومن الضروري أن تطلع فريق الرعاية الصحية بشكل مستمر على التغيرات التي تطرأ على صحة طفلك أو على حياتك الأسرية والتي تعتقد أنها من الممكن أن تؤثر على الرعاية الصحية لطفلك.

كيف يمكن لطفلي أن يتناول الدواء في المدرسة؟
تختلف كل منطقة تعليمية عن الأخرى في سياسة توزيع الدواء، لذلك عليك بالتأكد من فهمك لهذه السياسات قبل تسجيل طفلك في مدرسة معينة، وعلى الطبيب الذي يتولى علاج طفلك إرسال تقرير خطي للمدرسة يوضح فيها الأدوية التي يحتاجها الطفل أثناء الدوام المدرسي، كذلك يمكن الاستعانة بالممرضة المتواجدة في المدرسة - أن وجدت - لإعطاء الطفل دواء، وفي بعض الأحيان يبدي بعض المدرسون استعداداً لإعطاء الطفل دواءه شرط أن يتلقوا إذناً خطياً من والدي الطفل.

هل يستطيع طفلي المشاركة في الأنشطة الرياضية بالمدرسة؟
تتوفر في كثير من المدارس أنواع مختلفة من دروس التربية البد نية، ومن ضمن هذه الدروس ما يعرف بدروس التربية البد نية التكيفية، والتي تقدمها بعض المدارس حيث يستمتع الأطفال الذين يعانون من عجز جسدي أو من علة صحية أخرى ببعض التدريبات المناسبة، ومن الضروري بمكان أن يكون جميع مدرسي الطفل على معرفة تامة بأي عجز جسدي يعاني منه طفلك، كما عليهم أن يعرفوا ما إذا كان بإمكانه المشاركة الفعلية في الأنشطة المدرسية.
إذا كان الطفل لا يستطيع المشاركة في الألعاب الرياضية التي تحتاج قوة ومجهوداً بدنياً كبيراً، فبإمكانه أن يشارك في الألعاب الخفيفة عن طريق تعيينه مسجلاً للأهداف أو مديراً للفريق.

كيف يمكن للأسرة أن تتعامل مع طفلها المعاق حتى تتغلب على بعض الصعوبات ؟
o ضرورة أن تتعامل الأسرة، خصوصا الأم، مع هذا الطفل بواقعية لا باعتباره ذاك الطفل الذي كانت تحلم به.
o عدم عزله في المنزل، من باب حمايته من قسوة العالم الخارجي، بل مساعدته على الاندماج في المجالات الطبيعية للحياة.
o مساهمة الأب في تحمل المسؤولية لمساعدة الأم وتخفيف العبء عنها.
o عدم المبالغة في إشراك الأبناء الآخرين في تحمل مسؤولية الأخ المعاق والاعتناء به، حتى لا يؤثر ذلك سلبا في حالتهم النفسية وفي علاقتهم به.

إلى أي حد يجب أن أطلع طفلي على حقيقة مرضه أو إعاقته؟
إن من حق طفلك أن يعرف طبيعة المشكلة الصحية التي يعاني منها وذلك بعبارات واضحة ومفهومة، فبالنسبة للأطفال الصغار يجب أن يكون التفسير المقدم بسيطاً دون الخوض في التفاصيل، ولكن مع الأطفال الأكبر سناً فقد يرغبون في معرفة كل شيء يتعلق بحالتهم الصحية، ومن غير اللائق أبداً إعطاء أي طفل معلومات خاطئة، وهذه المعلومات يجب أن لا تضع أي لوم على الطفل أو على أي شخص آخر.
يستطيع الوالدين معرفة الكثير من المعلومات التي يعرفها الطفل حول مرضه وذلك عن طريق توجيه بعض الأسئلة إليه من مثل:
o إن المرض شيء مؤلم وقاس على النفس فعلاً، في اعتقادك لماذا أنت مريض؟
o أخبرنا الطبيب بأنك مريض بداء البول السكري --- هل تعرف ما هو هذا المرض؟
وبهذه الطريقة نستطيع أن نعرف حجم المعلومات التي يعرفها الطفل عن حالته الصحية، وبم يشعر تجاه هذه الحالة، وبعض الأطفال قد يجيبون كالآتي:
o أصبحت مريضاً لأنني لم أرتد سترتي
o إن الله يعاقبني لأنني كذبت
وكثيراً ما يخلط الأطفال بين أشياء من الواقع وأوهام وخيالات الطفولة، وفي هذه الحالة تقع على عاتق الوالدين مسؤولية تصحيح بعض هذه الأفكار المشوشة والمفزعة، وحريّ بالوالدين أن لا يقصر الأمر على مجرد إعطاء تفسير صادق وصريح لحالة الطفل الصحية، بل يجب أن تكون هناك جلسة نقاش تبين فيها جوانب القوة، والصفات الإيجابية لدى الطفل بحيث تجعله يستخلص الجوانب الإيجابية والمشرقة للحالة التي يعاني منها، ومن الأهمية بمكان أن يعرف الطفل أن جميع الأشخاص لديهم جوانب قوة وجوانب ضعف، وقد يشعر طفلك بالعجز بسبب حالته الصحية، ولكن يجب تشجيعه دوماً لكي يدرك جوانب القوة التي يتميز بها ويتحدث عنها وعن جوانب الضعف على حد سواء.

كيف أستطيع تعديل السلوك طفلي ذي الاحتياجات الخاصة ؟
دائماً ما يصاب الأطفال بالإحباط وخيبة الأمل عندما لا يجدون أمامهم ضوابط معينة للتحرك، فالحرية الزائدة عن الحد تجعل الطفل يشعر بالخوف وعدم الأمان، كما أن الهدف من التقويم- تعديل السلوك- هو مساعدة الطفل على كيفية التحكم بتصرفاته وسلوكياته، لذلك فإن وضع القيود والضوابط وتطبيقها بحزم وحب في آن واحد من شأنه منح الأمان وإعادة الطمأنينة لأي طفل، ولا يختلف هذا الأمر عند الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أو غيرهم من الأطفال الأصحاء.
فمن السهل إرجاع بعض السلوكيات المعينة كتقلب المزاج وحدة نوبات الغضب والتهرب من أداء الواجبات المدرسية إلى مرض الطفل أو إعاقته، ولكن يمكن القول أن كثيراً من هذه السلوكيات تعتبر طبيعية بالنسبة للأطفال في سنوات معينة وليست ذات صلة بمشكلاتهم الصحية، وإذا كان الوالدين يشعرون بالقلق تجاه هذه السلوكيات، يمكنهم التحدث إلى مدرس الطفل أو إلى الطاقم الصحي العلاجي، كما يجب عليك إبلاغ المحيطين بطفلك في العائلة أو في المدرسة أو حتى في المستشفى بضرورة إتباع سياسة ثابتة في تقويم الطفل، حتى تكون توقعاتهم بالنسبة لسلوكه مماثلة لتوقعاتك، وعندما تقوم بتعديل سلوك طفلك، ساعده لكي يعبر عن مشاعره الخاصة، وأخبره أن التعبير عن المشاعر والأحاسيس أمر مقبول دائماً ولا خلاف عليه، ولكن الخلاف يكمن في تصرفات معينة لا يمكن قبولها، فعلى سبيل المثال يمكن القول: -- أعرف أنك غضبان ولكن لا أستطيع السماح لك بضرب أخيك، كذلك عندما يعاقب الأطفال في بعض الأحيان أو يشعرون بالغضب قد يعتريهم بكاء هستيري، أو قد تعتريهم نوبات غضب حادة، فإذا كنت خائفاً من أن يؤدي هذا البكاء إلى الإضرار بصحة طفلك فعليك التحدث مع طبيبك

الأخوة وأخيهم ذوي الاحتياجات الخاصة؟
إن عدم التواصل داخل نطاق الأسرة حول إعاقة الطفل قد يسهم في الشعور بالوحدة الذي يشعر بها الأخوة العاديين.. فقد يحسُّ الأخوة أن بعض الموضوعات محرمة، وأن المشاعر السلبية يجب دفنها، وذلك يقود إلى شكل من أشكال الوحدة والانفصال عن الأشخاص الذين تربطنا بهم علاقة قوية.. وأسرار الأسرة أو القواعد غير المعلنة التي تحرّم مناقشة الظروف تختلف عما تبدو عليه، وغالباً ما تتخذ القرارات المتعلقة بالإعاقة دون مناقشات مسبقة أو تفسيرات للأخوة الذين قد يتأثرون ببعض الأفعال المحددة
الأطفال يشعرون بالعواطف غير المعلنة بصرف النظر عن الكلمات المستخدمة ولذلك فإن التواصل الصرّيح والمفتوح مهم بالنسبة للأسرة، ويعتقد الباحثون أن الأخوة عموماً يرغبون في معرفة أسباب الإعاقة، ومستوى شدتها، وما ستؤول إليه الأمور في المستقبل، ومن المفيد عموماً لإجابة عن أسئلة الأخوة بأقصى درجة ممكنة من الصدق اعتماداً على عمر الطفل ومستوى استيعابه، ويبدو أن ثمة اتفاقاً على أن الآباء يجب أن يبدؤوا بمناقشة أبنائهم حول الإعاقة لدى أختهم أو أخيهم مبكراً.

المؤثرات في ردود فعل الأخوة نحو أخيهم ذوي الاحتياجات الخاصة؟
الأخوة العاديين يتأثرون باتجاهات آبائهم نحو الطفل المعوق، فالأبناء هم امتداد لآبائهم، ولذلك فقدرتهم على قبول الإعاقة والتعايش مع الصعوبات المرتبطة بها تتأثر إلى حدّ كبير باتجاهات آبائهم، إن الآباء يمثلون نماذج يحتذي بها بالنسبة لأطفالهم، فالآباء الذين لديهم قبول عام لطفلهم يقدمون استجابات واتجاهات تمكّن الأخوة من الاستجابة بطريقة مماثلة للأخت أو الأخ ذي الاحتياجات الخاصة، ومن ناحية أخرى، فالآباء الذين يستجيبون بسلبية وبخجل وبقلق ليسوا قادرين على التأثير إيجابياً على أطفالهم العاديين، ومن العوامل التي تساعد على تشكيل اتجاهات الآباء هو مقدار تدينهم، فبعض البحوث تشير إلى أن بعض الآباء يؤمنون أن الإعاقة نعمة من الله يهبها عباده الصالحين، ومثل هذه المعتقدات الإيجابية تؤثر بالتأكيد على اتجاهات الأخوة.
وفي إحدى الدراسات لإخوان وأخوات الأطفال المتخلفين عقلياً وُجد أن ثمة علاقة موجبة بين المناقشة المفتوحة والمريحة للتخلف العقلي، ومدى قبول الأخوة للإعاقة، وذلك في الأسر التي تنتمي إلى فئات اقتصادية اجتماعية متدنية وعالية، وتبدو درجة التواصل المفتوح حول الإعاقة في الأسرة مقياساً رائعاً لاتجاهات الوالدين، وقد لوحظ أن الأخوة غالباً ما يستجيبون بالدفء والعناية لإخوانهم ذوي الاحتياجات الخاصة، وأنهم أحياناً يتأثرون إيجاباً بخبراتهم، بحيث أنهم يمتهنون مهناً تمكنهم من مساعدة الأطفال والراشدين الذين لديهم الإعاقة التي يعاني منها أخوتهم.

ردود الأفعال المتوقعة من قبل الأطفال تجاه شقيقهم أو شقيقتهم ذي الاحتياجات الخاصة؟
قد يشعر الأشقاء بالذنب لأنهم يعتقدون أنهم تسببوا بطريقة أو بأخرى في حدوث المرض، ومن غير المألوف بالنسبة للأطفال سواء في حالة اللعب أم في الخيال أن يتمنوا الموت أو المرض لأخيهم أو أختهم، ومتى ما حصل ذلك فإن الأطفال يعتقدون أنهم مسئولون عن هذا الأمر، وقد يشعرون بالغضب والاستياء من الاهتمام الخاص الذي يوليه الأب والأم لطفلهم المريض وتكريس جل وقتهم له، كما قد يشعرون بالخوف من إمكانية انتقال المرض أو الإعاقة إليهم، وربما يشعرون أيضاً بواجب الحماية لأخيهم أو أختهم خاصة أمام الأطفال الآخرين، أو بالإحراج من حالة أخيهم أو أختهم المرضية، أو ربما بالفخر تجاه الإنجازات التي يحققها أخيهم أو أختهم، وقد يتملكهم شعور بالأسى والكآبة، أو قد يأتي تعبيرهم عن الإحساس بالقلق والانزعاج في صورة ممارسات سلوكية صاخبة وفوضوية تتحول بالتالي إلى مشكلات فعلية في سوء الأدب وعدم الانضباط، أو ربما يكبتون كل مشاعرهم وانفعالاتهم داخل أنفسهم وقد يبتعدون عن المشاركة في الأنشطة العائلية، أو قد يشعرون بالقلق لأن أحداً لم يشرح لهم حقيقة الوضع كما أنهم قد يخشون من السؤال عن حقيقة ما يجري أمامهم.

كيف أساعد أطفالي الآخرين في التغلب على انفعالاتهم؟
يحتاج الأطفال إلى تفسيرات صادقة وبسيطة عن حالة شقيقهم المرضية، حيث سيدركون بعدها بأن هناك مشكلة تعاني منها الأسرة، وأن الخوف الذي يشعرون به ليس له علاقة بالوضع القائم، وإنما هو نتيجة للمبالغة في الأوهام وسوء الفهم للأمور، كما أن مخاطبة أطفالك بعبارات واضحة وبسيطة قد يساعدهم في فهم حقيقة المرض وحقيقة ما يحدث، وعلى سبيل المثال يمكنك مخاطبتهم كهذه العبارات:
o عندما ولد أخوك لم يحصل على كمية كافية من الهواء مما أدى إلى الأضرار بدماغه حيث سيعاني دوماً من صعوبة في تعلم الأشياء مما يحتم علينا أن نبذل جهداً ووقتاً أكبر في تعليمه.
o إن جسم شقيقتك لا يستخدم الغذاء كما يستخدمه جسمك، وهي تحتاج إلى المساعدة حتى يستطيع جسمها الاستفادة من الغذاء بالصورة المطلوبة لبناء الطاقة، ولهذا السبب فهي تستخدم حقن الأنسولين كما ينبغي عليها الالتزام بنظام غذائي خاص لأنها مصابة بداء ما يسمى البول السكري.
ومن الأهمية بمكان أن يعرف أطفالك أن في وسعهم التعبير عن شعورهم بالحزن والغضب دون أن يفقدوا السيطرة على تلك المشاعر، وعندما تبكي أو تظهر عواطفك نحو أطفالك فإن هذا الأمر يجعلهم يدركون أنه ليس من الخطأ أن يكون لدى الإنسان مشاعر يعبر عنها، كما عليك أن تخبر أطفالك الآخرين بحبك لهم، وأن تخصص لكل واحد منهم وقتاً تقضيه معه على إنفراد، وعليك أن تتأكد من أن هناك وقتاً كافياً لأطفالك يمارسون فيه الأنشطة التي يستمتعون بها كمزاولة الألعاب الرياضية الجماعية والذهاب إلى حفلات أعياد الميلاد وزيارة الأصدقاء.
وعندما تشعر أن أحد أطفالك يتملكه الغضب حاول أن تمتص غضبه بعبارات حانية مثل ---- أعلم بأنك غاضب لأننا نقضي وقتاً أطول مع أخيك، إن هذا الوقت عصيب لنا جميعاً، نحن نحبك فعلاً و.... ما أنه من الضروري شرح حالة طفلك الصحية لأصدقاء أطفالك الآخرين وعائلاتهم حيث أن المخاوف التي يبديها الأصدقاء وسوء الفهم الناتج عن عدم الإلمام الكافي بالحالة المرضية قد يسبب قلقاً لأطفالك.

ما الذي يمكن لطفلي أن يقوله لأصدقائه عن حقيقة مرضه؟
يحتاج الأطفال والمراهقون بصورة عامة إلى كلمات صريحة ومحددة ومناسبة لمستوى إدراكهم يلقنها لهم أولياء أمورهم لكي يخاطبوا بها الآخرين عن حقيقة مرضهم أو حالتهم الصحية، وقد يتطلب الأمر من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى التأكيد للأطفال الآخرين بأن مرضهم غير معد، على سبيل المثال فقد يشرح طفل طبيعة مرضه كالتالي:
o مرض الشلل الدماغي: --- لا أستطيع التحكم في تحريك عضلاتي بالصورة التي أريدها لأن عضلاتي لا تتلقى الإشارات الصحيحة التي يرسلها الدماغ للقيام بذلك-- إنني أستخدم مقابض معدنية كي تساعدني على التحكم في حركة رجلي -- بعض الأطفال يضعون جسراً معدنياً على أسنانهم لكنني أضعه على رجلي.
o نوبات الصرع ---: ي دماغك إشارات إلى ذراعيك ورجليك كي تتحرك بصورة سليمة--- بعض الأحيان يتلقى دماغي الإشارة بشكل خاطئ، ما يؤدي إلى ارتعاش ذراعي ورجلي وجسمي كله --- فعندما يحدث هذا الأمر اتركني وحدي -- سأكون على ما يرام بعد لحظات --- وفي معظم الأوقات يعمل الدواء الذي أتناوله على منع حدوث الرعشة.
o مرض البول السكري ---- وهذا يعني أن جسمي لا يستخدم السكر بنفس الطريقة التي يستخدمها جسمك -- ولهذا السبب أقوم بأخذ الحقن الخاصة بهذا المرض إلى جانب الالتزام بنظام غذائي خاص.
o مرض الربو: -- أعاني من مرض الربو، وهذا يعني حدوث متاعب في رئتي بين آونة وأخرى وعندما أتعرض للإثارة أو عندما يكون الجو قذراً ومحملاً بالأتربة والغبار أعاني من صعوبة في التنفس وأبدا بالعطس -- وطالما أتناول الدواء فإني عادة ما أكون على ما يرام.
o المعالجة بالمواد الكيميائية- الأورام: --- كنت مريضاً فعلاً ودخلت المستشفى وقد أدى الدواء الذي أتعاطاه لعلاج السرطان إلى سقوط شعري، ولكن سوف ينمو مرة أخرى.
o التليف الرئوي الكييسي: ---- إن في رئتي أشياء تجعلني أسعل كثيراً وعندما أخرجها بالسعال أستطيع التنفس جيداً، كما أن لدي متاعب في المعدة ولكني أتناول أقراصاً تساعدني على هضم الطعام.
o مرض الهيموفيليا - النزف الدموي: --- يجب أن أكون حريصاً لأنني أعاني من مرض الهيموفيليا -- أنت تعرف ماذا يحدث عندما تجرح في مكان ما من جسدك، فالدم ينزف لفترة قصيرة ثم يتوقف-- ولكن بالنسبة لي فإن الدم لا يتوقف إلا بعد مدة طويلة أكون خلالها قد نزفت كثيراً، وفقدان كمية كبيرة من الدم يعد أمراً خطيراً، لذا يجب على أن أكون حريصاً حتى لا أتسبب في الإضرار بصحتي.

كيف أساعد طفلي على التصرف إزاء ردود أفعال الأطفال الآخرين؟
قد يبدي بعض الأطفال الشفقة والاهتمام الشديد تجاه الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن قد يعاملونهم آخرين بفظاظة أحيانا، وغالباً ما يكون الفضول الطبيعي أو نقص الفهم أو الخوف من الأسباب التي تدفع الأطفال إلى التلفظ بكلمات أو القيام بأفعال فيها شيء من القسوة، فقط عليك كولي أمراً أن تتذكر بأن كل الأطفال يتعرضون للمضايقة أحياناً وليس فقط الأطفال الذي يعانون من مشاكل صحية.
إن قيامك كولي أمر بشرح طبيعة مرض طفلك أو مساعدتك لطفلك في شرح طبيعة مرضه لمدرسيه ولزملائه في الفصل ولأصدقائه ولآبائهم قد يساعد في تجنب التلفظ بعبارات جارحة أو القيام بتصرفات غير لائقة من قبل بقية الأطفال، وقد تعينك روح الدعابة كثيراً وتعين طفلك على معالجة بعض الظروف الصعبة التي قد يمر بها.
وعلى الوالدين أن يضعوا في الأطفال إمكانية تعرض طفلهم للمضايقة من بقية زملائه، ولمعالجة مثل هذا الأمر ينبغي عليك مساعدة طفلك في التدريب على ما سيقوله للرد على تلك المضايقات، وإحدى الطرق التي يمكن بها إشعار طفلك بأنه قادر على السيطرة على انفعالاته والتصرف بحكمة في مثل هذه المواقف، هي أن تخصص لطفلك وقتاً تقضيه معه ليتحدث فيه عن مشاعره وأحاسيسه، كما تستطيع إبداء تفهمك لمشاعر طفلك عندما يتعرف للمضايقة عن طريق مخاطبته ببعض العبارات المواسية مثل: -- أعلم أن هذا الأمر يؤلم عندما... أو --- لا بد أن هذا الأمر يجعلك تشعر بالغضب عندما....

ما هي الوسائل المناسبة لتوطيد أواصر الصداقة بين طفلي وأصدقائه؟
قم باستضافة الأطفال ووالديهم في منزلك لقضاء بعض الوقت في اللعب واللهو. ويمكنك استغلال هذه الفرصة لمعرفة ما يشعرون به من مخاوف ومن ثم العمل على تبديد تلك المخاوف عن طريق إعلامهم بطبيعة الحالة المرضية التي يعاني منها طفلك.
إذا كان طفلك مريضاً ومقيماً في البيت ولكن مرضه غير معد يمكنك حينئذ إحضار مجموعة من أصدقائه المقربين لزيارته، وفي حالة إدخال طفلك المستشفى للعلاج، تحر عن إمكانية زيارة أصدقائه له، حيث أن كثيراً من المستشفيات تسمح للأطفال والمراهقين بالزيارة، أما إذا لم يتمكن أصدقاؤه من زيارته في البيت أو في المستشفى بادر إلى تشجيع التواصل عن طريق المكالمات الهاتفية أو كتابة الرسائل.

المصدر:
o البلاغ - أمومة وطفولة - كيف تهيئ أخوة ذوي الاحتياجات الخاصة ؟!
o مجلة ولدي - العدد(24)- كيف أساعد طفلي ذي الاحتياجات الخاصة؟
o مجلة العلوم الاجتماعية - لطيفة العروسني -

الأخصائي - محمد الهديان

المصدر :

موقع أطفال الخليج




عدد زوار الموضوع






لا يزال الكثير من المعاقين في انحناء مختلفة من المعمورة يجدون صعوبة في إيجاد الخدمات المناسبة لهم، و قد يرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار الأدوات أو إلى وجودهم في مناطق بعيدة عن المراكز التي تقدم الخدمات المناسبة، و بالرغم من ارتباط مفهوم إعادة التأهيل المجتمعي بالبيئات الفقيرة لأنه يعتمد على إيجاد بدائل قليلة الكلفة و من البيئة المحلية، إلا أن نموذج إعادة التأهيل المجتمعي لا تقتصر إيجابياته على المجتمعات النامية، فمبدأ مشاركة المجتمع المحيط ( الأسرة، الأقارب، الأقران...الخ) بالمعاقين في عملية التأهيل يساعد في تنمية شعور الانتماء لديهم، و بالتالي تسهل عملية الدمج الاجتماعي، الذي بدوره يسرع و يفعل عملية التأهيل التي قد لا تحدث في المؤسسات المنعزلة، و إن كانت الأفضل في نوعية الخدمات المقدمة، فقد نجد الكثير من الحالات التي يكون فيها المعاق في أحسن المؤسسات ظناً من ذويه أن هذا يتيح له فرصاً أفضل في الحياة، ناسين أن هذا قد يقوقعه على مجتمع لا يتعدى جدران المركز والأفراد المتواجدين فيه، و أن هذا قد يؤدي في نهاية الأمر إلى عزله عن المجتمع الحقيقي أكثر من دمجه فيه، لذا ---- فقد اعتبرت برامج إعادة التأهيل المجتمعي أحد أهم النماذج لتقديم الخدمات للمعاقين.

ما هو إعادة التأهيل المجتمعي؟
هو أحد استراتيجيات تطوير المجتمع، و يهدف إلى إعادة تأهيل ومكافئة فرص ودمج (اجتماعياً ونفسياً) جميع الأفراد المعاقين، تنفذ برامج إعادة التأهيل المجتمعي بجهود مشتركة من الأشخاص المعاقين وأسرهم ومجتمعاتهم، ويكون تنفيذها في القطاع الصحي والتعليمي والمهني والاجتماعي.

مكونات برنامج إعادة التأهيل المجتمعي:
قد يبدو نموذج التأهيل المجتمعي بسيطاً في بادئ الأمر، لأنه يتم فيه تكييف البرنامج و البيئة المحلية، إلا أنه ليس بالبساطة التي يظنها البعض، لأنه يعتمد على نظام مؤسسي متعدد القطاعات، والهدف من ذلك هو إشراك جميع القطاعات هذه (الصحة، التعليم، الاجتماعي...الخ) في عملية التأهيل، وبالتالي تصبح الخدمات المقدمة للمعاقين أكثر شمولية.
يعتبر دور الحكومة مهماً في التأهيل المجتمعي كونها المسؤولة عن رسم السياسات في الدولة، والتي يمكن عن طريقها استدامة مثل هذه البرامج وإدراجها في خطط الدولة التنموية، من ناحية أخرى فإن دور المجتمع المدني – والذي لا يقل أهمية – يتمثل في كونه مكملاً لدور الحكومة، فقد يدفع الحكومة في بعض الأحيان إلى اتخاذ القرارات اللازمة لصالح المعاق و مناصرته.
1- الجانب التوعوي:
يعمل هذا الجانب على خلق اتجاهات أكثر إيجابية نحو الأشخاص المعاقين، ويعتبر هذا الجانب مهماً لحصول المعاقين على فرص مساوية لغيرهم في المجتمع الذي يعيشون فيه، و نستطيع تفعيل هذا الجانب بمشاركة الأفراد المعاقين في اتخاذ القرارات وفي التنفيذ وفي توعية أفراد المجتمع.
2- الخدمات المساندة:
عادة ما يحتاج الأفراد المعاقين إلى خدمات تأهيلية تساعدهم على تجاوز إعاقاتهم، وعادة ما يتدرب العاملون في مجال التأهيل على مثل هذه المهارات (بشكل أولي) في المناطق التي تفتقر إلى المراكز التي تقدم هذه الخدمات، منها: الخدمات الطبية، العلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي، علاج النطق، الإرشاد النفسي، الإرشاد النفسي، التدريب على التنقل.
3- إتاحة الفرص التربوية و المهنية، مثل:
o خدمات التدخل المبكر.
o التربية الشاملة.
o التعليم المهني.
o التعليم غير الرسمي.
o الخدمات التربوية الخاصة.
o التدريب على لغة الإشارة و بريل.
o التدريب على مهارات الكفاية الذاتية.
4- إيجاد مشاريع مدرة للدخل عن طرق معرفة احتياجات السوق وقد يدرب المعاقون عليها من قبل الأفراد الملمين بالمهارات المهنية.

الجهات المساهمة في تنفيذ برامج إعادة التأهيل المجتمعي:




"لا يوجد معوقون.. و إنما توجد بيئات و مجتمعات معوِّقة.."

أهمية مساهمة المعاق و أسرهم في تنفيذ برامج إعادة التأهيل المجتمعي:
قصة أربعة أطفال مصابين بالحثل العضلي:
يعتبر الكثير من العاملين في مجال الصحة و التأهيل اضطراب الحثل العضلي كأحد أصعب أنواع الإعاقات الجسمية، فهذا الاضطراب يصيب أكثر من فرد في العائلة – مرض وراثي- وتتدهور فيه الحالة بشكل مضطرد ليؤدي إلى الوفاة في سن مبكرة، و بالرغم من ذلك فإن هذا لم يمنع عائلة (بيرازا) - التي كان فيها 4 إخوة مصابين بهذا الاضطراب من إنشاء مجموعة يساعدون من خلالها الأطفال المعاقين و أسرهم.
كانت الأسر المشاركة من الأسر الفقيرة، ولكنهم استطاعوا جمع المال لدعم المجموعة عن طريق بيع المشغولات الفنية التي كانوا يصنعونها، وبعد فترة من الزمن توسعت المجموعة، وأصبح يحضر الأنشطة أطفال من مختلف المناطق والإعاقات، واستطاع القائمون على البرنامج مساعدة غيرهم من المعاقين عن طريق تعلمهم لمهارات تؤهل المعاق، فمثلاً: قام أحد الإخوة الأربعة بتعلم لغة بريل ومساعدة الكثير من الأطفال المكفوفين، و فيما بعد---- نالت المجموعة اهتمام الرأي العام، واستطاعت الضغط على المدارس المحلية إلى قبول الحالات الأقل شدة لإكمال التعليم الرسمي عندها.
يدار هذا البرنامج حالياً من قبل المعاقين الذين تخرجوا منه في السابق، منهم من يجمع بين العمل في البرنامج ووظيفة أخرى، و منهم من يكمل تعليمهم في التعليم الرسمي.
(Werner, David, 1988)
"أعطني فرصة و سأثبت أني قادر.. أعطني فرصة لأتعلم و أعمل و سأثبت أني قادر.."

مثال من أفغانستان:
بدأت عدة خدمات في أفغانستان لسد ما لم يتم تقديمه لأسر المعاقين من قبل الدعم القائم، و قد تم تقدير عدد المستفيدين من الخدمات التأهيلية بكافة أشكالها نحو ما يقارب عشرين ألف فرد، إلا أن هذه الخدمات اقتصرت على وجود مراكز الخدمة في المدن الرئيسية والتي تستطع تغطية كافة احتياجات الأفراد المعاقين، خاصة الأفراد القادمين من القرى والذين لم تتوفر لديهم وسيلة مواصلات، أضف إلى ذلك عودة اللاجئين إلى أفغانستان، مما زاد من حاجة التوسع في الخدمات التأهيلية و تقديم بدائل لسكان المناطق البعيدة كالزيارات الأسرية.
عندما قدمت هذه الخدمات التأهيلية، لم تتم مشاركة الأسر في اتخاذ القرارات حول ما يحتاجه أطفالهم أو حول كيفية تنفيذ هذه البرامج، بالإضافة إلى ذلك، فإن نوعية الخدمات لم تكن بالمستوى المطلوب، مما جعل أولياء الأمور يشكون في معرفة العاملين في المجال، فمثلاً: لم يشعر أولياء الأمور أن العاملين قاموا بتقديم تمرينات العلاج الطبيعي الصحيحة - أي التي كان يحتاجها الأطفال-، ولم يتم تقديم خدمة العلاج النطقي بالرغم من الحاجة إليها.
أما بالنسبة للعاملين فقد كان القصور من وجهة نظرهم يعود إلى أسباب عدة منها: قصور الدعم من قبل إدارة المراكز، و طبيعة التدريب الذي يتلقونه، إضافة إلى تجهيزات المراكز والتي لم تكن مهيأة لاستقبال جميع الأطفال، أضف إلى ذلك توقعات الأهالي التي كانت غير واقعية، و الذي تمثل في طلبهم لخدمات متخصصة جداً و لعناية أكبر من قبل العاملين المثقلين بمهام كثيرة.
أما بالنسبة للشباب المعاقين فقد كانت وجهة نظرهم في البرنامج في أنه اقتصر على تعليمهم مهارات التنقل ولم يشمل أنشطة أخرى مثل: الرياضة، أنشطة ثقافية، أنشطة تعليمية، أو تدريب المهني.

الخلاصة:
إن برامج التأهيل المجتمعي تصبح أكثر شمولية عندما يشارك الطرف المستفيد- المعاقون- وجمعياتهم في عملية التأهيل بجميع مراحلها، ولضمان مشاركة أكبر من المستفيدين، فإنه يقترح توصيل الخدمة للمستفيد ومعرفة حاجات المعاقين وأسرهم من وجهة نظرهم و أخذها بعين الاعتبار.
(Turmusani, 2004)

التدخل المبكر و التأهيل المجتمعي:
تعتبر برامج التدخل المبكر - من قبل المختصين في هذا المجال- أحد مكونات برامج إعادة التأهيل المجتمعي، وذلك لأنها تهدف إلى تشجيع أقصى نمو ممكن للأطفال المعاقين ممن هم دون عمر السادسة/التاسعة، و تدعيم الكفاية الوظيفية لأسرهم.

تطور برامج التدخل المبكر :
تطورت برامج التدخل المبكر عبر ثلاث مراحل رئيسية و هي:
o المرحلة الأولى: كان التدخل المبكر يركز على تزويد الأطفال الرضع المعوقين بالخدمات العلاجية و النشاطات التي تستهدف توفير الإثارة الحسية لهم.
o المرحلة الثانية:أصبح التدخل المبكر يهتم بدور الوالدين كمعالجين مساعدين أو كمعلمين لأطفالهم.
o المرحلة الثالثة: أصبح جل الاهتمام ينصب على النظام الأسري بوصفه المحتوى الاجتماعي الأكبر أثراً على نمو الطفل. فقد أصبح دعم الأسرة و تدريبها و إرشادها الهدف الأكثر أهمية.
(منقول عن: شبكة الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة)

و من أشهر البرامج برنامج بورتيج للتدخل المبكر، وهو مشروع تعليمي للتدخل المبكر لتثقيف أمهات الأطفال المعوقين منذ الميلاد و حتى سن 9 سنوات، ويهدف البرنامج إلى تطوير نظام للتدخل المبكر في المجتمع، ولهذا السبب يعتبر بورتيج في كثير من الأحيان أحد أشكال التأهيل المجتمعي.
إن إحدى أهم مزايا البرنامج المنزلي للتدخل هو الوصول إلى الأطفال المعوقين صغيري السن في أماكن سكنهم، وإضافة إلى أن المدرسة المنزلية الواحدة تستطيع تقديم الخدمة إلى 15 عائلة أسبوعياً، لذلك كلما زاد عدد المدرسات في البرنامج زادت عدد الأسر المستفيدة من المشروع، والتي لا يتوفر لها أي نموذج من الخدمة لأي سبب كان.
يقوم المشروع بتدريب الأم على كيفية تعليم طفلها والتعامل معه، ويؤهلها لتصبح المدرسة الحقيقية لطفلها المعوق، وذلك خلال زيارة منزلية أسبوعية لمدة ساعة و ربع، ويطبق البرنامج على الطفل والأم داخل المنزل لأنه أكثر ملاءمة للطفل و بيئته، ويخدم البرنامج الأطفال ذوي الإعاقات المختلفة مثل التخلف العقلي، الإعاقات الجسمية، متعددي الإعاقات، مشاكل النطق و الكلام و غيرها.
أهداف المشروع:
1- تقديم برنامج التأهيل المبكر داخل بيئة الطفل المألوفة (المنزل).
2- الاكتشاف المبكر للإعاقة وذلك من خلال إجراء التقييم للأطفال في أصغر سن ممكن.
3- إشراك الأهل المباشر في العملية التدريبية والتعليمية لطفلهم المعاق، وهي إحدى الوسائل الفعالة للتأثير على الطفل، وتزويدهم بالمهارات الضرورية لرعاية طفلهم وعلى التكيف في الحياة اليومية.
4- تزويد الأم بالتدريب المستمر فيما يتعلق بالوسائل الضرورية لرعاية طفلها المعاق.
5- تقديم مناهج تتلاءم و الثقافة المحلية، تتضمن مواضيع في التعليم الخاص إضافة إلى المؤثرات الحسية و الجسمية و العناية بالنفس.
6- تطبيق الخطوات العملية للبرنامج دون إرباك ترتيبات الحياة اليومية للأسرة.
7- تحديد نقاط الضعف و القوة لدى الطفل المعاق بهدف تصميم برنامج خاص به مبنياً على المعرفة الحالية لقدراته بالتعاون مع الأم.
8- استخدام منهج متسلسل من حيث التطور و يستخدم كأداة للتعليم.
(مأخوذ عن برنامج بورتيج، جمعية الحسين لرعاية و تأهيل ذوي التحديات الحركية، الأردن)
كلما كان الطفل أصغر سناً عند البدء بالحفز قل تأخره عندما يصبح أكبر سناً

قائمة المراجع:
o Werner, David, 1988, Nothing about us without us, Hesperian foundation.
o Turmusani, Majid, Afghanistan: Community Based Approach to Parents with Disabled Children: Reality or Ambition?, issue no.25, Nov. 2004, Disability World web-zine.
o شبكة الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة www.gulfnet.ws
o برنامج بورتيج المقدم من جمعية الحسين لرعاية و تأهيل ذوي التحديات الحركية.

المصدر :
موقع أطفال الخليج

عدد زوار الموضوع




تمهيد :
في الوقت الحاضر .. من وجهة النظر الإنسانية .. يجب إلا نصف المصابين بالعوق ، بالوصم Stigma والذي من خلاله نصف المعاقين بالعجز والاضطراب والشذوذ في الصفات الخلقية، حيث لم يُعد يستخدم العوق Handicapped في العديد من المؤسسات والهيئات والأفراد والعاملين في مجالات الرعاية الصحية والتربوية والسلوكية والاجتماعية لذوي الحاجات الخاصة، لذلك نورد فيما يلي التعريف والمفهوم لذوي الاحتياجات الخاصة كالآتي :

الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة Children with Special Needs
يُشير مصطلح " الاحتياجات الخاصة " Special Needs إلى وجود اختلاف جوهري عن المتوسط أو العادي ، وعلى وجه التحديد ، فما يُقصد بالطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ، أنه الطفل الذي يختلف عن الطفل العادي Normal Child أو الطفل المتوسط Average Child من حيث القدرات العقلية ، أو الجسمية ، أو الحسية ، أو من حيث الخصائص السلوكية ، أو اللغوية أو التعليمية إلى درجة يُصبح ضرورياً معها تقديم خدمات التربية الخاصة والخدمات المساندة لتلبية الحاجات الفريدة لدى الطفل، ويُفضل معظم التربويين حالياً استخدام مصطلح الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ، لأنه لا ينطوي على المضامين السلبية التي تنطوي عليها مصطلحات العجز أو الإعاقة وما إلى ذلك (1) .

ما مقدار الاختلاف Differentiation والذي يُعتبر عنده الطفل " ذا حاجة خاصة"؟
الإجابة تتوافر في تعريف كل فئة من فئات التربية الخاصة، هذا وأن آراء العاملين من ذوي الاختصاصات المختلفة قد تتباين بشأن مدى الاختلاف وطبيعته، فالاختلاف المهم من وجهة نظر طبيب الأطفال مثلاً قد لا يكون كذلك بالنسبة للمربي أو العكس أو الذي يعمل في ميدان الخدمة الاجتماعية .
وما يُهمنا في هذا الصدد هو نظرة التربويين، التي تتمثل في اعتبار الطفل طفلاً خاصاً إذا كان وضعه يتطلب تعديل Modification أو تكييف Adjustment البرنامج التربوي والممارسة المدرسية، وعلى أي حال ، فإن ما يفصل النمو الطبيعي عن النمو غير الطبيعي ليس خطاً دقيقاً وإنما واسع نسبياً لأن النمو الإنساني بطبيعته يتصف بالتباين Differentiation وفقاً لما يُعرف من الناحية النفسية بأسس الفروق الفردية Individual differences ، هذا ولا يقتصر مفهوم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ، على الأطفال المصابين بالعوق ، بل هناك أطفال آخرون من الموهوبين يندرجون تحت هذا المفهوم .
o الأطفال غير العاديين Exceptional Children
ويندرج تعريفهم مع تعريف الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة المشار إليه آنفاً، ويُمثلون الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة غير العادية .
وهم الأفراد الذين ينحرف أداؤهم عن أداء الأفراد العاديين ، أي عن الأداء العادي (الطبيعي/أو السوي) Normal Performance ، فيكون فوق المتوسط أو دون المتوسط بشكل ملحوظ وإلى المدى الذي يجعل الحاجة إلى البرامج التربوية الخاصة بهؤلاء الأفراد ، حاجة ضرورية .
o الأطفال المعرضون للخطر At - Risk Children
هم الأطفال الذين تزيد احتمالات حدوث الإعاقة أو التأخر النمائي لديهم عن الأطفال الآخرين ، بسبب تعرضهم لعوامل خطر بيولوجية أو بيئية، ومن عوامل الخطر البيولوجية Biological Risk Factors الخداج ، والاضطرابات الوراثية ، والاختناق أثناء الولادة ، والأمراض المزمنة الشديدة ، هذا وتتعدد عوامل الخطر البيئية Environmental Risk Factors والتي منها تدني الوضع الاقتصادي وأثره على إضعاف بنية الصغار ، وإصابتهم بالأمراض التي تعيق نموهم الطبيعي .

فئات ذوي الاحتياجات الخاصة:
وتضم كل من :
1- المعاقون ( المصابون بالعوق ) :
قال تعالى (قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لاخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا ) صدق الله العظيم ل الأحزاب : آية 18] في الذكر الحكيم ورد لفظ " المعوقين" وهم المعاقون نتيجة لما يُعانون من إصابات مرجعها عوامل وراثية أو خلقية أو بيئية مكتسبة ، مما يتسبب عنها قصور وظيفي جسمي أو عقلي ويترتب عن القصور أثاراً صحية أو اجتماعية أو نفسية ، تحول بين المصاب بالعوق وبين تعلم واكتساب وأداء بعض الأعمال والأنشطة الفكرية أو الجسمية التي يؤديها الفرد العادي Normal ، بدرجة كافية من المهارة والنجاح . وقد يكون العوق جزئياً Partial أو تاماً Complete أو في نسيج أو عضو أو أكثر ، وقد يكون مؤقتاً Temperoray أو دائماً Continuing أو متناقصاً Reduced أو متزايداً Excess .
2- الموهوبون ( المتفوقون والمبدعون) :
ويندرج تحت فئات ذوي الاحتياجات الخاصة الموهوبون من أصحاب المواهب والمتفوقين ، الموهبة من حيث الدلالة اللغوية بمعنى الاتساع للشيء والقدرة عليه، وتطلق فالموهبة على الموهوب ، والجمع مواهب(2) ، ومن الناحية الاصطلاحية بمعنى قدرة خاصة موروثة كالمواهب الفنية3). أو يقصد بها الاستعدادات للتفوق في المجالات الأكاديمية ( الفنية ) مثل الرسم والموسيقى والشعر، ولقد توسع البعض في تحديد الموهبة من الناحية الاصطلاحية حيث :
o يٌقصد بها النابغون في المجالات الأكاديمية وغيرها .
o يٌقصد بها التفوق العقلي والتفوق في التحصيل الدراسي .
بجانب التفوق غير الأكاديمي ( أي في مختلف المجالات ) .
ومن سمات الموهوبين توافر الذكاء العالي والمواهب السامية ، كما أن خصائصهم تميزهم عن أقرانهم بمستوى مرتفع يصلون إليه في المجالات المختلفة للحياة، كما أن هناك تعريف آخر للموهبة Talent ، حيث تُعرف على أنها قدرة خاصة موروثة كالقدرة الرياضية أو الفنون العامة .
والطفل الموهوب Gifted Child هو الطفل الذي لا تقل نسبة ذكاءه عن 140 وهو يتميز بصفات جسمية ومزاجية واجتماعية وخلقية وله ميول خصبة متعددة واقعية وإرادة قوية ومثابرة عالية ، ورغبة في التفوق الشديد وثقة بالنفس عالية ، وميول قيادية واضحة ، وتفاعله الاجتماعي متسع(4) .

كيفية الحكم على فرد أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة ؟
كيف لنا في حياتنا الاجتماعية داخل الأسرة وفي المدرسة وفي المجتمع بصفة عامة أن نتعرف على الفرد من ذوي الحاجات الخاصة ؟
الواقع هناك عدة اعتبارات للحكم على فرد معين بأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويُعد ذلك من الأمور الأساسية التي على أساسها وضع الفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة، ضمن الفئات التي تحتاج إلى رعاية وتأهيل وتوجيه، ومن هذه الاعتبارات التي يجب مراعاتها ما يأتي :
1- مدى القدرة Range of Abilities
فأساس الحكم على شخص أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة ، هو مدى قدرات هذا الشخص على مزاولة عمله ، أو القيام بعمل آخر ، وفقاً لما لديه من طاقات واستعدادات تمكنه من مزاولة عمله .
o فإذا أظهر النبوغ والموهبة فيما يقوم به من عمل مقارنة بمن هم في مثل عمره الزمني اعتبر آنئذ من الموهوبين .
o وإذا فقد القدرة على أداء العمل الذي كُلف به مقارنة بمن هم في مثل عمره الزمني ، اعتبر آنئذ من المصابين بالعوق .
2- مدى القصور أو العوق Range of Impairment or Handicapped
فأنواع القصور التي يتعرض لها الإنسان ، ينتج عنها عاهات أو عجز ، إما أن تكون في :
o قصور في القدرات الحسية Sensational Abilities ، ويشمل هذا القصور : العوق السمعي ، العوق البصري .
o القصور العصبي Neoural .
o القصور في القوام والحركة Mofional .
o الأشكال الأخرى من الأمراض المزمنة .

3 - مدى الاضطرابات الانفعالية Emotional .
4- مدى الاضطرابات الاجتماعية Social .

الــــعــــوق

تمهيد :
لاستكمال التعريف الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة ، علينا أن نوضح المفهوم الإجرائي للمصابين بالعوق ، والذين يتسم سلوكهم بالعجز عن ممارسة الأنشطة الحياتية ، كغيرهم من الأسوياء نتيجة للإصابة الحركية أو الحسية أو السلوكية أو الاجتماعية للظاهرة المراد دراستها ، والتعريف الإجرائي Operational يُعد ضرورة، عند التعريف والتجريب العلمي من الناحية الإجرائية حتى يمكن تعريف المصابين بالعوق ، ومن ثم فإن :
المصابين بالعوق ( المعاقون ) :
هم الذين يتسمون بأنهم أفراد من الناحية العمرية ، إما أن يكونوا أطفالاً أو شباباً أو متقدمين في أعمارهم ، ويُصنفون على أنهم غير عاديون ، أي شواذ أو غير طبيعيين ، عند المقارنة بمن هم في مثل أعمارهم الزمنية وجنسهم ، كما أنهم غير متوافقين ، أي يُعانون من سوء التكيف نتيجة لحالتهم الصحية ، أو النفسية ، أو العقلية ، أو الاجتماعية غير العادية ، وإنهم يعانون من قصور وظيفي Functional Impairment يترتب عنه إعاقة جسمية عضوية حسية ، أو حركية ، أو إعاقة عقلية ، أو انفعالية أو اجتماعية .

العوق Disability
وهو ما يترتب عنه العجز والقصور في الأداء غير العادي للمصاب بالعوق ، ويُحد من أعماله وأنشطته الجسمية والعقلية . ويكون نتيجة لمسببات وراثية Congential ( أي خلقية أو ولادية أو أساسية) أو يكون نتيجة لمسببات بيئية Environmental ( أي مكتسبة أو ثانوية )، ويترتب عنه أثاراً صحية ، أو نفسية ، أو انفعالية ، أو اجتماعية ، تحول بين المصاب بالعوق وبين أدائه وتعلمه للأعمال والأنشطة في حياته اليومية الجسمية أو العقلية التي يؤديها الفرد العادي ( والذي هو في مثل عمره الزمني ) بدرجة من الكفاءة والمهارة والنجاح .

مظاهر العوق Features of Disability :
إما أن تكون :
o جزئي Partial .
o تام Complete .
o مؤقت Temporary .
o دائم Permanent .
o متناقص Reducible .
o متزايد Excessive .

الأسباب الرئيسية لحدوث العوق :
الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة ، يختلفون عن الأفراد العاديين . والتباين والاختلاف يمكن ملاحظته من الأداء المستمر أو المتكرر ، وهو أداء يظهر منه الإخفاق في القدرة على التكيف والنجاح عند ممارسة الأنشطة الأساسية التربوية والشخصية والاجتماعية .
وللحكم على فرد بأنه مُعاق ، وأنه يُعاني من إعاقة معينة ، يجب أن نُميز بين المفاهيم التي تستخدم عندما نحدد تصنيف ذوي الحاجات الخاصة ، حيث تتداخل المصطلحات الخاصة بأحداث الإعاقة ، التي تحدث في العادة في المراحل التالية ، حيث اقترحت هيئة الصحة العالمية WHO ما يحدث للفرد قبل أن يُصبح معوقاً :
1- الإصابة Impairment :
وهي الأساس لحدوث العامل المسبب للإعاقة ، وتعني فقدان أو شذوذ ( عن الطبيعي أو العادي ) وهي إما دائمة أو مؤقتة ( أي مرحلية ) ، تُحدث قصوراً أو نقصاً في أحد الجوانب النفسية أو العقلية أو الجسمية ( الفسيولوجية أو البيولوجية) للفرد، والإصابة قد تكون ولادية ، أي تكون عبارة عن نقص أو عيب خلقي ، أو قد تحدث بعد الولادة نتيجة مؤثرات بيئية يترتب عليها اضطراب ( خلل ) فسيولوجي أو بيولوجي أو لادي (الصفات الوراثية ) ، أو نفسي ، ونتيجة لذلك ما قد يحدث حالة مرضية .
2- الحالة المرضية Pathological State :
وهي التي تنجم من المرحلة الأولى ، وتؤثر على الحالة الصحية للفرد ، حيث تبدو عليه مجموعة من العلامات أو الأعراض ، ويُصبح الفرد واعياً بهذه الأعراض، وعندئذ يقال إنه يمر بحالة مرضية .

النسبية عند توصيف العوق Proportion or Comparative :
هل أنماط الإصابة بالعوق واحدة ؟ أم هناك تباين نسبي بين ذوي الحاجات الخاصة ؟
الواقع هناك النسبية عند توصيف المعوق والنسبية - مبدأ النسبيَّة : تعني تكافؤ صيغ القوانين الفيزيقية كيفما اختلفت حركات الراصدين لها ، أو كيفما اختلفت حركات المراجع التي تستند تلك القوانين إليها ، " ونظرية النسبية " : هي النظرية التي يتوصل فيها على أساس مبدأ النسبية إلى معرفة ما تقضي إليه من نتائج(5) ، والنسبية أو القياسية هي عكس اللا تناسب أو غير المتناسبة Disproportion.
والنسبية في اللغة : تعني إيقاع التعلق أو الارتباط بين شيئين ، بمعنى التماثل بين علاقات الأشياء أو الكميات(6) ووفقاً للقيم والاتجاهات الاجتماعية التي أساسها المعايير الثقافية (الحضارية) Cultural Norms والتي من خلالها يوصف الفرد بأنه مصاب بالعوق، فالفرد المُصاب قد يُصنف على أنه من المصابين بالعوق في مجتمع، وفي ذات الوقت غير معاق في مجتمع آخر، ومن أمثلة النسبية للعوق ما نراه من عيش بعض مرضى الجذام Leprosy بصورة طبيعية عادية بين أفراد أسراهم ، ويتقبلهم المجتمع تقبلاً تاماً ، بينما في مجتمعات أخرى ، يُعزلون في مخيمات أو مؤسسات خاصة . وعلى هذا لا تكون النظرة في المجتمع الأول للفرد على أنه معاق، بينما يعتبره المجتمع الثاني معاقاً (7) .
كما تجدر الإشارة إلى أنه وفقاً للعوائق الاجتماعية ( النظرة السلبية تجاه المعاق) ، أو الطبيعية ( كالحواجز المعمارية) ، والتي تحد من قدرة المصاب بالعوق على الاستجابة لمتطلبات البيئة والتي- عادة- تختلف من مجتمع إلى آخر ، وهي العوائق التي تُحدد النسبية عند توصيف العوق ، فقد يُعتبر - عندئذ - الفرد من المصابين بالعوق في المجتمع ، ولا يُعتبر كذلك في مجتمع آخر . بل قد يُعتبر الفرد من المعاقين في موقف ، ولا يُعتبر معاقاً في موقف آخر، ولذلك ذهب البعض إلى القول بأنه لا يوجد فرد معاق ، بل هناك مجتمع معاق -القريوتي وآخرون(8) عن ارمز وهامرمان Warmas & Hammerman (9) .
كما يعتبر التقدم أو التخلف الذي تُعاني منه بعض الأمم ، أساساً من أسس النسبية في انتشار العوق . فرغم أن الدول المتقدمة تُعاني من مشكلة العوق ، مثلما تعاني منها الدول النامية ، إلا أن ذلك يتم بصور ونسب ملامح مختلفة ، فالعوق في الدول النامية له مسببات متعددة ، الأمر الذي يجعل النسبية في توصيف العوق في هذه الدول ، تختلف في طبيعتها عن الدول المتقدمة . فطبيعة وظروف مجتمعات الدول النامية ، تُشكل مسببات وعوامل تدفع إلى الإصابة بالعوق منها :
o قلة الموارد الاقتصادية وضعف مستواها .
o البطالة وتفشي الأمية .
o انخفاض مستوى الوعي بصفة عامة .
o انتشار الأمراض بنسبة أعلى مما هو عليه الحال الصحية في الأمم المتقدمة.
كل ذلك يكون سبباً في تنمية الشخصية السلبية الخاضعة ، سهلة الانقياد ، والضعيفة في مواجهة المواقف الصعبة في الحياة .. بدلاً من تنمية الشخصية الإيجابية - كما هو الحال في الدول المتقدمة - ولعل هذا ما يؤكد أن النسبية في توصيف العوق في الدول النامية ، أعلى من معدلها مقارنة بالدول المتقدمة نتيجة لمسببات التخلف في الدول النامية .

المراجع - المصادر:
1. مجلس وزراء العمل والشئون الاجتماعية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي : (1422هـ - 2001م) "الدليل الموحد لمصطلحات الإعاقة والتربية الخاصة والتأهيل " ، ط1 ، ص 37 .
2. المعجم الوسيط : مجمع اللغة العربية - القاهرة . ط3 ، ص 102 .
3. دكتور / عبد المنعم الحفني (1994) : موسوعة علم النفس والتحليل النفسي . القاهرة . مكتبة مدبولي . ط4 . ص 874 .
4. دكتور عبد المنعم الحفني : ( مرجع سابق ) - ص 332 .
5. المعجم البسيط : ( مرجع سابق ) ، ج2 ، ط3 . ص 953 .
6. المنجد في اللغة والإعلام ( 1973 ) : بيروت ، دار الشروق ، ط21 ، ص 803 .
7. دكتور / عثمان فراج (1991) : "العوامل المسببة للإعاقة وبرامج الوقاية في منطقة الخليج العربي " . (الإعاقة ورعاية المعاقين في أقطار الخليج العربية . سلسلة الدراسات الاجتماعية والعمالية (17) ) ط1. المنامة . البحرين. إعداد مكتب المتابعة لوزراء العمل الاجتماعية بالدول العربية الخليجية . ص 16.
8. دكتور / يوسف القريوتي ، ودكتور / عبد العزيز السرطاوي ، ودكتور / جميل الصمادي (1418هـ - 1998م) المدخل إلى التربية الخاصة ، ط2 ، د . ت . الإمارات العربية المتحدة . دار القلم للنشر والتوزيع ، ص20 .
9. Warms and Hammerman , (1982 ) : " The Rehabilitation Decade " . New York . Rehabilitation Inernational .

أعداد: منى بنت صالح الحصان

المصدر :
موقع أطفال الخليج

عدد زوار الموضوع


;;
Template by - Abdul Munir - 2008