search

Custom Search

أخر المواضيع








يحلم كل أبوين بوليد أقرب ما يكون الى الكمال فى كل شئ : فى الجمال .. فى الشكل و الطول و الوزن قطعا ً في الذكاء .. فبالرغم من كل الشعارات و المعتقدات الديمقراطية التى ننادى بها الا أنه لا توجد عائلة لا تفتخر و تتباهى بذكاء و جمال وليدها الصغير .
و لكن أحيانا تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فيجئ الوليد لسبب ما أو لأخر بعيب خلقى سواء فى الشكل أو الذكاء فتكون الصدمة الكبرى بالنسبة للأهل خاصة الأبوين عندما يفيقان من حلمهما الجميل على واقع مرير ... و تبدأ مجموعة مشاعر يمكن تقسيمها الى عدة مراحل :



1. الصدمة :

فيصاب الأبوان بل و الأهل جميعا بصدمة شديدة عند ولادة طفل معاق . و لكنه يجب التنويه بأن ليس كل أسباب الاعاقه تبدو واضحة عند ميلاد الطفل ... فقد يكتشف الابوان هذه الاعاقة بعد مرور فترة قد تكون شهورا أو قد تطول لتكون سنينا حتى يدخل الطفل المدرسة و هنا تكون الصدمة بالتأكيد أخف وطأة من صدمة اكتشاف الاعاقة عند الميلاد.
وهنا يحتاج الأبوان الى كل الدعم النفسى و الروحى الذى يمكن أن يقدم لهما من الأهل و الأصدقاء و الكنيسة لاجتياز هذه الأزمة.



2. الرفض :

ثم تتحول مشاعر الصدمة بمرور الأيام الى رفض شديد للواقع :واقع أن الطفل معاق ذهنيا وواقع أن هذه الحقيقة ستظل هذا بدون علاج مدى الحياة و أنها يجب التعايش معها .
و يبدأ الأبوان فى البحث عن أسباب الاعاقه و لكنه بحث غير حقيقى اذ أنه يكون مجرد القاء التهم من كلا الجانبين عمن يكون السبب وراء هذه الكارثة هلى هو الأب أم الأم ؟! و تنوه الحقيقة و قد تمضى شهور دون اللجوء الى بحث عن السبب الحقيقى و محاولة علاجه او استشارة المتخصصين فى هذا المجال لبحث مايمكن عمله فعليا لهذا الطفل و قد تطول هذه المدة أو تقصر حسب شخصية الأبوين .



3. التقبل :

و برور الوقت تتغل مشاعر الأمومة و الأبوة على مشاعر الرفض و يبدأ الأبوان فى تقبل طقلهما ووراقعه و البحث عن علاج أو حل و الجرى وراء بعض الأمال و الوعود.

ويكون الشغل الشاغل للوالدين هو مستقبل هذا الطفل كأنة لا حاضر له أو كأن المستقبل ليس نتاجا للحاضر اذ أن المعتقد السائد هو أن هذا الطفل لا حول له ولا قوة وانه لا يمكنه التعايش بدون أهله أو من يهتم به و يرعاه ... و هذه ان كانت حقيقة فى 5% من حالات الاعاقة الشديدة الا أن الغالبية العظمى تقع فى الاعاقة البسيطة (75% ) أو الاعاقة المتوسطة (20%) و هؤلاء يمكن تعليمهم و تاهيلهم ليصبحوا قادرين على العمل و لاتعايش مع المجتمع . غير أنه كثيرا ما يغلب على الأهل فى هذه المرحلة من التقبل : الأستسلام و فرض الحماية الزائدة الضارة على الطفل و بذلك يضيفوا عليه عبء الاعاقة النفسية الى جانب الاعاقة الذهنية و احيانا الجسدية أيضا.

يضاف الى كل هذا احساس الجميع أن الطفل المعاق هو محور الحياة العائلية من أحاديث و أفعال و فى هذا قد يغفل الأباء مشاعر الأخوة الطبيعين الذين يعانوا بصورة ما أو بأخرى من وجود الطفل أو الأخ المعاق فى حياتهم . فهم يعانون من مشاعرالخجل و القلق و الاكتئاب و الشعور بالدونية و كذلك تحمل المسولية المبكر مما يجعل لديهم احاسيس بالحب و العطف و الحنان تجاه هذا الأخ او الأخت ممزوجة بمشاعر الرفض و الخجل و الكراهية و ذلك لاهمال أبويهم لهم و احساسهم باختلاف المعاملة الشديد اذ احيانا ما ينسى الأباء أن أبناءهم الأخرين قد يشعرون بالغيرة حتى من أخيهم المعاق و قد يلجاون الى جذب الانتباه بالتمرد و العناد و احيانا تقليد الأخ المعاق .

من كل ما سبق نجد أن عائله الطفل المعاق تعانى من مشاعر مختلفة على مراحل كثيرة تحتاج فى كل مرحلة فيها الى مساندة و تعضيد من الأهل و المتخصصين و الكنيسة.


.............................

الدكتورة / سامية سامى عزيز

مدرس مساعد طب نفسى الأطفال

جامعة عن شمس
تم قراءة الموضوع



0 Comments:

Post a Comment



Template by - Abdul Munir - 2008