search

Custom Search

أخر المواضيع


طفلك .. قصير أم طويل؟

الطفل الذي لا ينمو والذي يكون أصغر من أقرانه وإخوانه، هل توجد هناك أدوية تساعد على نموه؟
هذا من الأسئلة التي تطرح - عادة- على طبيب الأطفال وبالذات المتخصص في مجال الغدد، وتتعدد الأجوبة وتبدو سهلة لكنها في واقع الأمر صعبة جداً، لأن الموضوع نفسه معقد.وأود في البداية أن أوضح نقطة، وهو أن النمو ينقسم قسمين، فالنمو الطولي: وهذا يعتمد اعتمادًا كليًا على الهرمونات، والنمو الوزني- أي نقص الوزن أو زيادته وهذا لا تدخل فيه الهرمونات إلا بنسبة طفيفة جداً وأقل من 53%، لذا يجب معرفة إذا ما كان الطفل يعاني من نقص في النمو الطولي أو في الوزن قبل أي إجراءات.
ومن الأسباب التي تؤدي لذلك ما يلي:
o العوامل الوراثية: أي أن العائلة أو فرعًا من العائلة يعاني من قصر القامة وهذه تنتقل إلى الأبناء والأحفاد.
o قصر القامة الذاتي: وهو التأخر في النمو الطولي في السنوات الأولى، ومع بداية البلوغ تبدأ عجلة النمو بالتسارع، ويصل الطفل إلى الطول الطبعي في النهاية. مع أن التحاليل المخبرية في كلتا الحالتين سليمة 100%.
o وجود أمراض مزمنة عند الطفل: كالروماتيزم والالتهابات المزمنة والكساح وفقر الدم بأنواعه وأمراض الكبد والكلى. إضافة إلى الاختلال في عملية الامتصاص في الجهاز الهضمي وأنواعها كثيرة.
o اختلال في وظائف الغدد الصماء: ابتداء من الغدة النخامية في الرأس والتي تعدّ "القائد" لوظائف الجسم الحيوية وتفرز بتحفيز من (الهايبوثلامس) ستة هرمونات من الفص الأمامي واثنان من الفص الخلفي.
o عدم استجابة خلايا الجسم لهرمون النمو المفرز من قبل الغدة النخامية: نظراً لاعتلال المستقبلات الخاصة باستقبال هرمون النمو في خلايا الكبد التي تؤدي بدورها لإفراز الهرمون IGFI وهو أهم هرمون، والذي يؤدي إلى نمو العظام والأجزاء الأخرى من الجسم، وهو ما يسمى بمتلازمة لارون (Laron Syndrome).قد يكون كل ما تحدثنا عنه سابقاً من إفرازات واستقبالات الهرمونات تعمل بطريقة طبعية ولكن هناك خلل في العظام، حيث إن أطراف العظام التي تنمو مع الزمن وتحت تأثير الهرمونات الموضحة أعلاه لا تستجيب مهما كان هناك من هرمونات، وهذا يؤدي إلى قصر شديد في العظام وخاصة الأطراف (الأرجل، والذراعين) وتسمى قصور العظام الوراثي، وهذه الحالات من أصعب الحالات علاجًا.
الاكتشاف:
واكتشاف قصر القامة يكون من الوالدين أحياناً عندما يكون الطفل أقل حجماً من أقرانه، أو عند زيارة الطفل للطبيب لوعكة صحية أو من أجل التطعيمات، حيث يكتشف أنه أقل من الطبيعي، ومن هنا تأتي أهمية الزيارات المستمرة للطبيب في سن الطفولة، فمن الممكن اكتشاف بعض الأمراض مثل أمراض الغدد، التي لا توجد لها أعراض ملفتة للنظر.وعندما يثبت أن الطفل قصير القامة تجرى الفحوصات المبدئية والتي هي عبارة عن تحاليل مخبرية لوظائف الكبد والكلى وبعض الهرمونات وعمل أشعة للعمر العظمي وأشعة للرأس لمعرفة حجم الغدة النخامية وما إذا كانت سليمة أم لا، ثم يعاين المريض إذا كانت حالته مستقرة بعد 4-6 أشهر في العيادة نفسها،
ويقاس طوله ووزنه وكذلك نسبة زيادة نموه في الأشهر الماضية، وهذه قد تكون أهم نقطة وغالباً ما يختلف نمو الأطفال حسب السنة:
o من السنة الأولى إلى السنة الرابعة 10- 12سم / السنة.
o من السنة الرابعة إلى السنة الثانية عشرة 4- 6سم/ السنة.
o ما بعد السنة الثانية عشرة حتى البلوغ 8 -10سم/السنة.
هذا هو المتوسط، ولا يعني أن هذه الأرقام دقيقة ولكن تعطي الانطباع عن معدل الطول في هذه الأعمار. وإذا كانت زيادة الطول أقل بكثير، فإن المريض قد يحتاج إلى أن يخضع لتحاليل هرمونات أكثر دقة لمعرفة نسبة هرمون النمو وهرمون الغدة الدرقية و IGFI وهذه عبارة عن تحاليل ديناميكية يخضع لها المريض في المستشفى تحت إشراف استشاري الغدد والنمو.
الوقاية والعلاج :
بعد استكمال التحاليل والأشعة يمكن للطبيب تصنيف حالة المريض إذا ما كان السبب راجعًا لنقص في الهرمونات أو قصور في العظام أو قصور في أحد أجهزة الجسم الأخرى، وبحسب هذا التصنيف يمكن علاج المسببات، فإذا كان هناك أمراض مزمنة فيجب السيطرة عليها، مثل الربو، الروماتيزم.. الخ. إضافة لتخفيف العلاجات التي تؤدي لإعاقة النمو مثل (الكورتيزونات) سواء حبوب أو بخاخات، وإذا كان هناك نقص في الهرمونات فيجب المبادرة بالعلاج بإعطاء هرمون الغدة الدرقية (الثايروكسين)، أو الغدة جار كلوية، أو هرمون الكورتيزون، أو أهم هرمونات النمو وهو هرمون النمو (Growth Hormone) وهذا الهرمون يعطى عن طريق الإبر تحت الجلد 4-6مرات في الأسبوع بكميات تتناسب مع وزن وطول المريض وليس له أعراض جانبية، والنتائج ممتازة جداً في السنين الأولى من تعاطي الهرمون، ولكن يجب المتابعة المستمرة من قبل الطبيب المعالج على الأقل كل 3-4شهور لمعرفة نسبة النمو، وما إذا كان هناك أعراض جانبية للعلاج أم لا.
العلاج :
علاج قصور العظام -التقزم) هو الأصعب علاجاً، فلا يستجيب المريض لهرمون النمو مثل المرضى الآخرين، ويوجد هناك علاج جراحي وهو تطويل الأطراف بعمليات معقدة ومكلفة ومطولة، ولكن لا ينصح بها، لكن بعض المرضى يرغب في عملها مهما كلف الأمر، لذا نرى أنه لابد للمريض من استشارة طبيبه عن هذه العمليات والمراكز التي تجريها. الوراثة :دور الوراثة في قصر القامة مهم جدًا، حيث إن بعض القصور في الغدد الصماء يكون وراثيًا ويظهر في أكثر من فرد في الأسرة الواحدة ونادراً ما يكون الأب أو الأم متأثرين، وحديثاً تم اكتشاف العديد من المورثات المسببة لقصر القامة محلياً وعالمياً، كان آخره اكتشاف المورث المسؤول عن مستقبلات الهرمون المحفز للغدة النخامية، والذي عن طريقه يتم تحفيز الغدة النخامية لإفراز هرمون النمو للدم، ومعروف أن الغدة النخامية تقع في منتصف الدماغ وتسيطر على جميع هرمونات الجسم، ويأتي تحفيزها لإفراز هذه الهرمونات من المراكز العليا للمخ.
العلاج بهرمون النمو:العلاج بهرمون النمو بدأ منذ الستينات الميلادية، وقد كان يستخلص من الغدد النخامية للمتوفين حتى عام 1984م حيث انتشر مرض أشبه بالخرف بين هؤلاء المرضى بعد أخذهم للهرمون على أثر ذلك صنع الهرمون بطريقة الهندسة الوراثية، وصار يستخدم منذ ذلك الحين، وهو عبارة عن إبر تحت الجلد من 3-7 مرات في الأسبوع، ولا يوجد هناك إلى الآن أي أضرار جانبية على مدى الـ 15سنة الماضية.
والهرمون لا يعطى لكل قصيري القامة، فكما ذكرت سابقاً يلزم معرفة الأسباب وحسب التشخيص يتم العلاج.
ويعطى هرمون النمو في الحالات التالية:
o لأي طفل مصاب بنقص في هرمون النمو، وهناك عدة أنواع ومسببات ولكن المحصلة النهائية هو أن نسبة الهرمون في الدم أقل من الطبيعي، وتكون الاستجابة بعد اخذ الهرمون ممتازة، ومدة العلاج تمتد إلى إتمام الطفل بلوغه.
o الأطفال المصابين بالفشل الكلوي المزمن، وكذلك بعض الأمراض المزمنة الأخرى مثل الروماتيزم واضطرابات الجهاز الهضمي.
oبعض الأمراض الوراثية مثل متلازمة تيرنر (Turner Syndrome).وهناك حالات استثنائية أخرى يقررها الطبيب المعالج قد تكون نفسية أو جسمانية من جانب الطفل وبالإمكان إعطاء الهرمون لمدة قصيرة (6-12 شهراً).
....................
د.عبدالله الأشول - استشاري الغدد الصماء والسكري بمستشفى الملك فيصل التخصصي.
الاسلام اليوم- طب وصحة
تم قراءة الموضوع



0 Comments:

Post a Comment



Template by - Abdul Munir - 2008